مهرج صبوحك سعده لم ينحس

مَهرِج صَبوحَكَ سَعدُهُ لَم يُنحَسِ

يَومٌ يَطيبُ بِهِ مَدارُ الأَكؤُسِ

وَاِشرَب عُقارَكَ مُصبِحاً هُنِّئتَها

بِالرَطلِ صِرفاً وَادعُ لي بِمُشَمَّسِ

لا تُؤذِيَنّي وَاسقِني ما أَبتَغي

فِعلَ اِمرِئٍ طَلقٍ كَريمِ المَعطَسِ

هَذي الرِياضُ بَدا لِطَرفِكَ نَورُها

فَأَرَتكَ أَحسَنَ مِن رِياطِ السُندُسِ

يَنشُرنَ وَشياً مُذهَباً وَمُدَبَّجاً

وَمَطارِفاً نُسِجَت لِغَيرِ المَلبَسِ

وَأَرَتكَ كافوراً وَتِبراً مُشرِقاً

في قائِمِ مِثلِ الزُمُرُّدِ أَملَسِ

مُتَمايِلَ الأَعناقِ في حَرَكاتِهِ

كَسَلَ النَعيمِ وَفَترَةَ المُتَنَفِّسِ

مُتَحَلِّياً مِن كُلِّ حُسنٍ مونِقٍ

مُتَنَفِّساً بِالمِسكِ أَيَّ تَنَفُّسِ

نَصباً لِعَينِكَ صاحِباً أَكرِم بِهِ

مِن صاحِبٍ وَمُنادِمٍ في المَجلِسِ

فَإِذا طَرِبتَ إِلى العُيونِ وَغُنجِها

فَأَجِل لِحاظَكَ في عُيونِ النَرجِسِ

تُجديكَ كُلُّ طَريفَةٍ وَمَليحَةٍ

حُسناً وَأَمتَعَ ما تَرى لِلأَنفُسِ

لِلمَهرَجانِ بَشاشَةٌ فَالهَج بِهِ

وَدَعِ التَشاغُلَ بِالهُمومِ الهُجَّسِ

لَيسَ الزَمانُ عَلَيكَ أَنحى دونَنا

فَأَنالَنا وَكَساكَ حُلَّةَ مُفلِسِ

بَل كُلُّنا فيهِ سَواءٌ فَاجتَلِب

فَرَحاً يُزيلُكَ عَن مَحَلِّ البُؤَّسِ

هَوِّن عَلَيكَ فَما يَقومُ لِصَرفِهِ

إِلّا فَتىً فيهِ كَريمُ المَغرَسِ

ساعِد وَإِن كُنتَ اِمرَأً مِن هاشِمٍ

وَدَعِ التَهَشُّمَ يَومَنا وَتَفَرَّسِ

أَيَطيبُ مِنكَ تَكاسُلٌ عَن فِتيَةٍ

قَد عاقَروا الصَهباءَ جِنحَ الحِندِسِ

بَكَروا عَلى طيبِ الصَبوحِ فَكُن فَتىً

باعَ الأَخَسَّ حَياتَهُ بِالأَنفُسِ

وَأمُر غَريرَكَ أَن يُكَرِّرَ كُلَّما

أَدهَقتَ كَأسَكَ صَوبَ صَبٍّ مُبلِسِ

غُضّي جُفونَكِ يا عُيونَ النَرجِسِ

كَي ما أَفوزَ بِقُبلَةٍ مِن مُؤنِسِ