نصب إلى طيب العراق وحسنها

نَصَبُّ إِلى طيبِ العِراقِ وَحُسنِها

وَيَمنَعُ مِنها قَيظُها وَحَرورُها

هِيَ الأَرضُ نَهواها إِذا طابَ فَصلُها

وَنَهرُبُ مِنها حينَ يَحمى هَجيرُها

عَشيقَتُنا الأُولى وَخُلَّتُنا الَّتي

تُحَبُّ وَإِن أَضحَت دِمَشقُ تُغيرُها

عَنيتُ بِشَرقِ الأَرضِ قَدماً وَغَربِها

أُجَوِّبُ في آفاقِها وَأَسيرُها

فَلَم أَرَ مِثلَ الشامِ دارَ إِقامَةٍ

لِراحٍ تُغاديها وَكَأسٍ تُديرُها

مِصَحَّةُ أَبدانٍ وَنُزهَةُ أَعيُنٍ

وَلَهوُ نُفوسٍ ضائِمٌ وَسُرورُها

مُقَدَّسَةٌ جادَ الرَبيعُ بِلادَها

فَفي كُلِّ دارٍ رَوضَةٌ وَغَديرُها

تَباشَرَ قُطراها وَأَضعَفَ حُسنَها

بِأَنَّ أَميرَ المُؤمِنينِ يَزورُها

تَوَجَّهتَ مَصحوباً إِلَيها بِعَزمَةٍ

مَضى بِسَدادٍ بَدؤُها وَأَخيرُها

وَفي سَنَةٍ قَد طالَعَتكَ سُعودُها

وَقابَلَكَ النَيروزُ وَهوَ بَشيرُها

فَصِلها بِأَعوامٍ تَوالى وَلا تَزَل

مُقَدَّسَةً أَيامُها وَشُهورُها

وَعِش أَبَداً لِلمَكرُماتِ وَلِلعُلا

فَأَنتَ ضِياءُ المَكرُماتِ وَنورُها