هبل الواشي بها أنى أفك

هُبِلَ الواشي بِها أَنّى أَفَك

لَجَّ في قَولٍ عَلَيها وَمَحَك

وَقَدِماً لَم أَزَل في حُبِّها

شارِدَ السَمَعِ عَنِ القَولِ الأَرَك

كُلُّ عانٍ يُتَرَجّى فَكُّهُ

وَلِذاتِ الخالِ عانٍ ما يُفَكُّ

وَجَدَت غِرَّةَ قَلبٍ شَفَّهُ

سَقَمُ الحُبِّ وَجِسمٍ قَد نُهِك

حَسبُ لَيلى أَنَّني لَم أَنفَكِك

مِن أَساً يُشجى إِذا الخالي ضَحِك

خَيَّمَت في نَهرِ عيسى فَغَدا

نَهرُ عيسى وَبِهِ القَلبُ سَدِك

يا أَخا الشامِ اِمضِ مَكلوءً فَما

جانِبي مِنكَ وَلا ضَلعي مَعَك

ثَعَلَت بَغدادُ شَوقي عَن قُراً

عِندَ مَيشاءَ وَعُرضٍ وَأَرَك

مَنزِلٌ لي بِالعِراقِ إِختَرتُهُ

لَم يَشُب حُرَّ يَقيني فيهِ شَكّ

وَإِذا دِجلَةُ مَدَّت شَأوَها

وَجَرَت جَريَ اللُجَينِ المُنسَبِك

عارَضَت رَبعي بِفَيضٍ مُزبِدٍ

بَينَ أَموَجٍ تَسامى وَحُبُك

يَتَكَفّا النَخلُ في حافاتِها

بِالقَمارى تُغَنّى أَو تُبَك

حُنِيَت تِلكَ العَراجٍ عَلى

لُؤلُوٍ غَضٍّ وَخوصٍ كَالشُرُك

وَلِيَتني مِن سُلَيمانَ بِهِ

نِعمَةً مِثلُ السَحابِ المُدَّرِك

وَأَبو العَبّاسِ لي جارٌ فَقُل

في جِوارِ البَحرِ وَفقاً وَالمَلِك

وَإِلى عَبدِ العَزيزِ اِتَّجَهَت

رَغبَتي تَسلُكُ نَهجاً مُشتَرَك

يُصبِحُ الدَهرُ عَلى جيرانِهِ

ناصِلَ الأَظفارِ مَضمونَ الدَرَك

سَيِّدٌ نَجرُهُ المَعالي نَجرُهُ

يَملِكُ الجودَ عَلَيهِ ما مَلَك

وَيَمانٍ إِن يُسَل لا يَعتَلِل

كَاليَماني العَضبِ إِن هُزَّ بَتَك

لا يُعَنّي نَفسَهُ مِن أَسَفٍ

إِثرَ حَظٍ فاتَ أَو وَفرٍ هَلَك

بَرَزَت أَنعُمُهُ في عَدَدٍ

دُفَعَ البَحرِ وَأَدوارَ الفَلَك

يَرقُبُ الأَعداءَ مِن رَوعاتِها

بَغَتاتُ الخَيلِ يَحمِلنَ الخِكَك

حَطَّ في طَلحَتَ أَو في

مُصعَبٍ لا يُبالي أَيَّ أُسلُبٍ سَلَك

خَيرُهُم جَدّاً وَعَمّاً وَأَباً

مَحتِدٌ زاكٍ وَغَيضٌ مُشتَبِك

يا أَبا العَبّاسِ لَن يَقطَعَ بي

أَمَلي فيكَ وَلا ظَنّيَ بِكَ

حاجَتٌ ما عَرَضَت عائِرَةً

أَخَذَ التَخفِفُ مِنها وَتَرَك