عذارك من ند يجل عن الند

عِذَارُكَ مِنْ نَدٍّ يَجلُّ عَنِ النِدّ

وَرِيقُكَ شَهْدٌ لا كَرامةَ لِلشَّهْدِ

وَلَحْظُكَ سَيْفٌ كَيْفَ أَصْبَحَ قاطِعاً

وَليْسَ لَهُ واللّه في الحُسنِ مِنْ حَدِّ

حَبيبيَ شَرّفني بِكَتبك مُنْعِماً

فَقَدْ حَسُنَتْ شَرْعاً مُكَاتَبَةُ العَبْدِ

رَعى اللّه بَدْراً زار مِنْ غَيْرِ مَوْعدٍ

سَأَشْكُر مَحْبُوباً يَزُورُ بِلا وَعْدِ

وَيُصْبِحُ لِلإخْلاصِ قَلْبِي تَالياً

وَيُمْسِي لِسَانِي تَالياً سُورةَ الحَمْدِ

وَللّه جِيرانٌ على أَيْمَنِ الحِمَى

لَهُمْ أَبداً مِنّي حُنُوٌّ على بُعْدي

لقد حَملتْ رِيحُ الصَّبا مِنْ دِيارِهمْ

أَحاديثَ تَرْويهنّ عَنْ عَذبِ الرَّنْدِ

فَأَهْدتْ إلى قَلْبي سُرُوراً على النَّوى

فيا حُسْنَ ما تُمْلِي ويا طِيبَ ما تُهِدْي

أيا سادةً ملّوا فَمِلْتُ إليْهِم

وَخَانُوا وَلي قَلْبٌ مُقيمٌ على العَهْدِ

تُرى يَسْمَحُ الدَّهرُ الضَّنينُ بِقُرْبِكُمْ

وَأَحْظى بِكُمْ يا جِيرةَ العَلمِ الفَرْدِ

إذا لَمْ يَكُنْ لِي عِنْدَكُمْ يا أَحبّتي

مَحَلٌّ وَلا قَدْرٌ فَإنّ لَكُمْ عِنْدي