قمر يجلو دجى الغلس

قَمَرٌ يَجْلُو دُجَى الغَلَسِ

بَهَرَ الأَبْصَارَ مُذْ ظَهَرا

آمِنٌ مِنْ شُبْهَةِ الكَلَفِ

ذُبتُ فِي حِبَّيْهِ بِالكَلَفِ

لَمْ يَزَلْ يَسْعَى إلى تَلَفِي

برِكَابِ الدّلِّ وَالصّلْفِ

آه لَوْلا أَعْيُنُ الحَرَسِ

نِلْتُ مِنْهُ الوَصْلَ مُقْتَدِرَا

يَا أَمِيراً جَارَ مُذْ وَلِيا

كَيْفَ لا تَرْثِي لِمَنْ بُليا

فَبِثغرٍ مِنْكَ لِي جُلِيا

قَدْ حَلا طَعْماً وَقَدْ حَلِيا

وَبِمَا أُوتِيتَ مِنْ كَيَسٍ

جُدْ فَمَا أَبْقَيْتَ مُصْطَبِرا

لَكَ خَدّ يَا أَبَا الفَرَجِ

زُيِّنَ بِالتَّوْرِيدِ وَالضَّرَجِ

وَحَدِيثٍ عَاطِرِ الأَرَجِ

كَمْ سَبَى قَلْبِي بِلا حَرَجِ

لَوْ رَآكَ الغُصْنُ لَمْ يَمِسِ

أَوْ رَآكَ البَدْرُ لاسْتَتَرا

بَدْرُ تَمٍّ في الجَمَالِ سَنِي

وَلِهَذَا لَقَّبُوهُ سَنِي

بِمُحَيَّا بَاهِرٍ حَسَنِ

قَدْ سَبَانِي لَذَّةَ الوَسَنِ

هُوَ خَشْفِي وَهْوَ مُفْتَرِسِي

فَاروِ عَنْ أُعْجُوبَتِي خَبرا

فُقْتَ فِي الحُسْنِ البُدُورَ مَدا

يَا مُذِيباً مُهْجَتِي كَمَدا

هَلْ تُرِيني لِلْجَفَا أَمَدَا

عَجباً أَنْ تُبْرِئ الرَّمَدَا

وَبِسُقْمِ النّاظِرِينَ كُسِي

جَفْنُكَ السَّحَّارُ فَانْكَسَرَا