رددي في السكون ذكرى الهديل

رَدِّدي في السُكونِ ذِكرى الهَديلِ

وَتَغَنّي يا شَهرَزادَ النَخيلِ

أَيُّ ذِكرى تُشجيكِ أَيُّ خَيالٍ

راحَ يُضنيكِ مِن فِراقِ خَليلِ

كَثُرَت حَولَكِ الإِشاعاتُ حَتّى

أَصبَحَ الرَوضُ بَينَ قالٍ وَقيلِ

لَستُ أَدعوكِ غَيرَ روحٍ مَروعٍ

لاذَ بِالنَخلِ خيفَةً مِن رَحيلِ

خَيَّمَ الصَمتُ في الظَهيرَةِ إِلّا

مِن غَطيطٍ يَغشى ذُرا الأَزهارِ

إِنَّهُ النَحلُ ناعِساً مِن عَناءٍ

وَهوَ يَجبي الزَكاةَ لِلنّوبَهارِ

وَغَفا الهُدهُدُ المُصَلّي وَآوى

جُندُبُ الرَوضِ في ذُرا الأَحجارِ

غَيرَ تَرديدُكَ الهَديِ يُدَوّي

مِثلَ حُزنٍ عَلى الظَهيرَةِ سارِ

ضَمَخَ الصَمتُ مِن شَذا الحَلفاءِ

وَالأَريجُ الشَمسِيُ مِلءَ الجَواءِ

وَزُهورُ اليَقطينِ تَسكُبُ فَيضا

مِن لَهيبٍ وَمِن غَطيطِ غِناءِ

كَمَقاصيرِ جَنَّةٍ نَزَلَتها

فَئِةٌ تَستَريحُ غَبَّ عَناءِ

عَبَرَت مَوطِنَ الهَديلِ وَجاءَت

بِالذَكِيِّ الشاجي مِنَ الأَنباءِ