في سكون الليل والفجر غريق

في سُكونِ اللَيلِ وَالفَجرُ غَريق

نَبَّهَ الوَسنانَ صَيّاحُ السَحَر

ما لِهَذا الشَرقِ يَبدو في حَريق

أَذعَرَ الأَنجُمَ مِنهُ وَالقَمَر

أَيُّها النَعسانُ في دُنيا السَنا

تَتَمَطّى في سَريرِ الشَفَقِ

النَدى حَولُكَ يَهمي مَوهَنا

وَالأَزاهيرُ حَيارى الحَدَقِ

اِرفَعِ الكُلَّةَ تُبصِرُ عَجَبا

عالَماً يَسبَحُ في بَحرِ الضِياء

وَعُيوناً دافِقاتٍ دَهَبا

في مَقاصيرِ عُطورٍ وَغِناء

هَتفَ الكَروانُ في الأُفقِ البَعيد

كَالمُصَلّي تَحتَ مِحرابِ القَمَر

ناسِكٌ في اللَيلِ يَدعو وَيُعيد

هامَ وَجداً بِالَّذي صاغَ السَحَر

وَغُصونُ الجَزورَينِ اِرتَعَشَت

في الدُجى مِثلَ قِلاعٍ خافِقَه

واقِفاتٍ مِن بَقايا سُفُنٍ

في بِحارِ السِحرِ ظَلَّت غارِقَه