لياليك من ليل الفراديس أبهج

لَياليكَ مِن لَيلِ الفَراديسِ أَبهَجُ

وَنورُكَ أَزهى في العُيونِ وَأَبلَجُ

كَأَنَّكَ عَينُ اللَهِ تَرعى عِبادَها

وَتُبصِرُ ما تَحوي القُلوبُ فَتَخلَجُ

كَأَنَّكَ عَينٌ ثَرَّةٌ فاضَ فَيضُها

بِها زِئبَقٌ أَو فِضَّةٌ تَتَرَجرَجُ

كَأَنَّ الدُجى بَحرٌ مُسفٌ جَناحَهُ

كَأَنَّكَ فيهِ دُرَّةٌ تَتَوَهَّجُ

كَأَنَّكَ في رَوضِ السَماواتِ وَردَةٌ

كَأَنَّ سَناها عِطرُكَ المُتَأَرِّجُ

كَأَنَّكَ في خَدِّ السَماواتِ دَمعَةٌ

هَمَت مِن عُيونِ باكِياتٍ تُدَحرَجُ

كَأَنَّكَ طاووسٌ مُدِلٌّ كَأَنَّما

نُجومُ الدُجى وَرَقٌ حَواليكَ تَهزُجُ

كَأَنَّكَ مِزمارٌ مِنَ العَرشِ صافِرٌ

كَأَنَّ صَداهُ نورُكَ المُتَبَلِّجُ

عَمِرتَ طَويلاً في الدِياجيرِ ساهِراً

كَسَيفٍ بِأَكفانِ الظَلامِ مُدَرَّجُ

تَجوبُ بِأَنحاءِ السَماواتِ ذاهِلاً

بِوَجهٍ كَأَنَّ اللَونَ مِنهُ البَرندَجُ

فَيا بَدرُ صَبراً وَاللَيالي قَصيرَةٌ

وَسَوفَ تَقَرُّ النائِباتُ فَتَثلَجُ