منك الجمال ومني الحب يا نوسا

مِنكِ الجَمالُ وَمِنّي الحُبُّ يا نَوَسا

فَعَلِّلي القَلبَ إِنَّ القَلبَ قَد يَئِسا

يا حَبَّذا نَسمَةُ مِن توحَة خَطَرَت

أَطالَتِ النَفسُ مِن أَسبابِها النَفَسا

أَضُمُّها ضَمَّ مُشتاقٍ بِهِ خَبَلٌ

قَد رامَ كَتمَ هَوى أَحبابِهِ فَنَسا

إِن تَسمَعي قَرعَ ناقوسٍ بِقَريَتِكُم

في مَطلَعِ الفَجرِ يَنعى اللَيلَ وَالغَلَسا

فَإِنَّهُ قَلبيَ المَنكودِ يَذكُركُم

فَهَل سَمِعتِ بِقَلبٍ قَد غَدا جَرَسا

وَإِن تَأَلَّقَ بَرقٌ في سَماوَتِكُم

فَإِنَّهُ مِن لَهيبِ القَلبِ قَد قَبَسا

الروحُ إِن ظَمِئَت يَوماً فَحاجَتُها

خَمرٌ سَماوِيَّةٌ فاحَت بِها قُدُسا

وَأَنتِ يا توحُ روحانِيَّةٌ خُلِقَت

لِكَي تُرينا عُلا الجَنّاتِ مُنعَكِسا

هذا جَمالُكِ يَدعوني لِأَعشَقَه

لكِنَّ ثَغرَكِ يا دُنيايَ ما نَبَسا

اللَهُ يَشهَدُ أَنّي حينَ أَذكُركُم

أُديلُ دَمعاً عَلى الخَدَّينِ مُحتَبِسا

عَسى نَسيمُ الصِبا يَسري فَيُسعِفُ بي

قَلباً يَموتُ حَزيناً في الغَرامِ عَسى

فَإِن بَعَثتِ لَنا مِن توحَةٍ خَبَراً

فَكَم يُحِبُّكِ هذا القَلبُ يا نَوسا