واسوأتاه لأرض أصبحت غنما

وَاِسَوأَتاهُ لِأَرضٍ أَصبَحَت غَنَما

تَرعاهُ عاجِلَةَ الأَسقامِ وَالنوبِ

تَزدادُ ثَروَتُها وَالقَومُ نَخوَتُهُم

تَهوى فُتوتَها خَوّارَةَ العَصَبِ

أَهلُ الإِمارَةِ مِن صيدٍ غَطارِفَةٍ

أَو مِن ذَوي الجاهِ وَالأَلقابِ وَالرُتَبِ

أَحوالُهُم أَبَداً رَهنٌ لِمُنقَلِبٍ

تَحولُ مِن زاهِرٍ يَوماً إِلى عَطَبِ

وَنَفخَةٌ مِن ذَوي السُلطانِ تَخلُقُهُم

كَنَفخَةٍ خَلَقَتهُم قَبلُ في النِعَمِ

لكِنَّ أَهلَ القُرى الأَبطالُ كُلَّهُم

فَخرُ البِلادِ الشَدادَ العَزمِ وَالهِمَمِ

إِذا هَمّو ذَهَبوا وَاِنثَل صَرحُهُم

وَغالَهُم غائِلُ الأَرزاءِ وَالسَقَمِ

فَلا مَرَدَّ لَهُم لا شُيءَ يَخلِفُهُم

مِن بَعدِهِم كُلُّ شَيءٍ باتَ كَالعَدَمِ