ولى النهار وأقبل الغسق

وَلّى النَهارُ وَأَقبَلَ الغَسقُ

وَالصَمتُ يَجثُمُ خَلفَهُ الأُفُقُ

وَالرَوضُ يَنشُرُ فيهِ مَوكِبَهُ

هذا الضَبابُ وَيَلمَحُ الشَفَقُ

وَالدوحُ مُرتَعِشٌ يُخالِسُهُ

بَينَ السَحائِبِ كَوكَبٌ خِفقُ

صِه فَالمَساءُ هُنا كَمُختَشِعٍ

في الدَيرِ جَلَّلَ قَلبَهُ الفَرقُ

وَالرَوضُ رَنَقَّ لِلنُعاسِ فَلا

طَيرٌ يَرِفُّ بِهِ وَلا وَرَقُ

أَرخى الظَلامُ عَميقَ وَحشَتِهِ

فَوقَ الدِيارِ وَأَخلَتِ الطُرُقُ

هَذاكَ راعٍ غابَ مُنحَدِراً

خَلفَ السِياجِ وَلَفَّهُ الغَسَقُ

ماذا بِوادي الشَرقِ كَوكَبَةٌ

غَيماءُ فَوقَ رُباهُ تَحتَرِقُ

لا بَل هُنالِكَ قَد حَبا قَمَرٌ

خَلفَ الرَوابي الخُضرِ يَنبَثِقُ