أشهد أتاني من نظامك أم خمر

أَشهدٌ أتاني من نظامك أم خمرُ

بفيّ برودٌ وهو في كبدي جمرُ

زواهرُ أفقٍ أم أزاهرُ روضةٍ

أم الدرّ هاتيك العقود أمِ السحرُ

طوتْ خبرَ الطّائيّ حين نشرتَها

برقّتها يا حبّذا الطيُّ والنشرُ

فيا ما أحيلاها عروس بلاغةٍ

تجلّت فحبّاتُ القلوب لها مهرُ

وغيداء لا ترض النجوم قلائداً

وتأنفُ أن الشمس في أذنها شذرُ

تحاكي الصَّبا لطفاً وزهر الرُّبَى شذى

وتفعلُ بالألباب ما يفعل الخمرُ

أجاد معانيها ووشّى برودَهَا

فتىً ماجدٌ أضحى به يفخر الدهرُ

رقيق حواشي النظم والبارع الذي

غدتْ غرّةً لِلدّهرِ أيامُه الغُرُّ

تحكّم في فنِّ البلاغة فاغتدى

لَه في المعاني الصَّعبةِ النهيُ والأمرُ

وكم من عروض قال يشهد

أنّه الخليل وبحرٍ شاهدٌ أنه البحرُ