ثق بالذي صير دون الورى

ثِقْ بالذي صيرَ دونَ الورى

في راحتيْك البسْطَ والقَبضَا

ما أحكموا من كيدهم عقدةً

إلا وأحكمتَ لَها نَقْضَا

كم عرّض الكلبُ على قُبْحهِ

بالنَّبحِ لِلْبدرِ وما عَضَا

زيّن إبليس لهم ما أتوا

فاعتقدوا طاعتُه فَرضَا

راموا بحكمِ الجهْل أن يَجْحدوا

مِن فضلِكم ما طبّق الأَرضا

وما دَروا أنّ ديونَ العُلى

بسُمْرِ أرماحك تُسْتقضىَ

وأن أَسيافك من غَيظِها

ما طَعمتْ أجفانها غَمْضَا

وأنّ آراءَك إن أَعْمِلَتْ

في حادثٍ كالسيّف أو أمضَى

فَرّوا مِن الْخَوفِ فما قصّرتْ

خيلكَ في أَدبارها ركْضا

كانوا مِنَ الحيرةِ في ظلمةٍ

يَلعنُ فيها بعضُهمْ بَعْضا

حتى اسْتَبانوا بكَ نهجَ الهدى

واستوضحوا السنةَ والفَرْضا

وقَد غَدا غَايةُ مَطْلوبهمْ

أن تغفرَ الذنبَ وأنْ ترضى

فاصفح بحلمٍ عنهمُ مُغضياً

فالصَّفحُ من دَأبك والإغضا

وخلّهم في الأرض أَسْرى فَقَدْ

ملكتَ مِنها الطّول والعَرضا