فيم الجفا وعلام الصد والملل

فِيمَ الجفا وعَلاَمَ الصدُّ والمَلَلُ

ما بَالُهَا انْقَطَعتْ ما بيْنَنا الرسلُ

شتان ما بيننا في الحُب حَظّكُم

مني الوفاء وحظّي منكُم الملَلُ

قال الحواسدُ إنّي قد سَلوتُكمُ

يا كذْب ما ذكروا عنّي وما نقلوا

لا فُزْتُ يا سادتي مِنكُم بِعَطْفِ رضًى

إن كان لي عنكُم من بعدكم بَدَلُ

ولا أرى الله طرفي غُرَّ أوجهكُم

إن كانَ بعدكم بالنوم يكتَحِلُ

ولا بلغتُ مرادي من وصالِكُم

إن كانَ يلوي فؤادي عنكُم عَذَلْ

نأيتُمُ فنأى السّلوان واتّسعَتْ

أبوابُ صبري حتّى ضاقتِ الحيَلُ

وكان ظنّي بكم قبل النّوى حسناً

حتّى نأيتم فخابَ الظنُ والأملُ

حملتُ فوق الذي أقوى وكنت فتىً

لا ناقةٌ ليَ في هذا ولا جملُ

والْهَجْر يفعلُ في الأحشاء لا عجُه

ما ليسَ تفعلُه العسَّالةُ الذّبلْ

وقد أتيتُ بوصفِ الشوق مختصراً

وعند مالكي التَّفصيل والجملُ

وموجبُ العَتْب أنِّي صرتُ مُذْ زَمنٍ

ما جاءني منكُم كتبٌ ولا رُسلُ