قد أجبنا هواك لما دعانا

قد أجبنا هواك لمّا دعانا

وعَصينا العذولَ حين نَهانا

ووَردنا مِن بحر حبك وَرداً

صافياً دونه الكماةُ تَفانَى

وبذلْنا النّفوسَ ثَمَّ ولم

نَنْكلْ ضراباً من دُونِه وطِعانا

واستَطَبْنا طَعمَ المنون عَلى

ذاك كأنَّ المنونَ فيه مُنانا

كم حَطَمنا على رُباك جهاراً

تَارةً صارماً وطوراً سِنانا

وَوَصَلْنا إلى حماكِ وصُلْنا

صَوْلةٌ تتركُ الشجاعَ جبانا

ورأينا صَعْبَ الأُمورِ ذلولاً

ربّ صَعبٍ على المحبّين هانا

يا زماني بحاجرٍ والمصلىّ

وبوادي النَّقا سُقيتَ زمانا

كم عَمَرْنا تلكَ الرُّبَى بِالأَماني

إذ أخذْنا مِن اللّيالي أَمَانا

ونهضْنا بلا توانٍ وما

فاز بإدراكِ سُؤلِه مَنْ توانى

وجَرَرْنا من السّرورِ ذيولاً

وسَحَبْنا من الهَنَا أردانا

في رياضٍ قَد حاكتِ السّحب فيها

مِن مَناديلِ زَهْرها أَلْوانا

ما رَضيْنَا مِن بَعْدهنّ ربوعاً

لا ولا بعد أهلِها سكانا

يا حلولاً بالسَّفحِ من شعب

نَعمان سقى صَيبُ الحيا نعمانا

لم نَزَلْ ذاكري العُودَ

فَهل تخطر بالبَالِ مِنكُم ذِكرانا