هم أودعوه الذي أودعوا

هُمُ أوْدعُوهُ الَّذي أودعوا

فَلوموهُ إن شِئتُم أو دَعُوا

فعَنْ ذلك الأَمرِ لا يَنْتهي

وعَن ذلِكَ الشَّانِ لا يرجعُ

وفي الرّكبِ فتَّانةٌ في الحَشا

لَها مُسْتَقرٌّ ومستودعُ

حَمَتْهَا النِّصالُ بأيْدي الرّجالِ

وبيضً الظُّبى والقَنَا الشُرَّعُ

حداهُمْ برغمِي غرابُ النّوى

وهبّتْ بهمْ ريحُها الزّعزَعُ

أقامَتْ شجنيَ من بعدِهمْ

وأزمَعَ صبريَ إذ أزْمَعوا

سقى اللهُ من أَجلهم لَعْلَعاً

وأينَ وأينَ تُرَى لَعْلَعُ

أحيّى الرّبوعَ وهم مَقْصدي

وإنْ قلت حيّيتَ يا مَرْبعُ

وقد كان قِدماً بهم عَامراً

فها هُوَ من بعدهم بَلْقَعُ

وفي أثرِ العيسِ لمَّا سروا

فتىً قلبُه مُؤلَمٌ موجَعُ

مُحبٌّ قضيّة أشجانِه

إلى دَولَةِ الحُسْنِ لا تُرْفَعُ

وهَوَّنَ قومٌ عَليهِ الْهوى

فأصبحَ مِن وردِه يكرعُ

توَهّمَهُ سلِساً صَعْبُهُ

وكم حاذقٍ في الهوى يُخْدعُ

هو الموتُ لا جسَدٌ ناحِلٌ

ولا طُول سُهدٍ ولا مَدْمَعُ

ولا الرّيحُ تَسْري ولا بَارقٌ

يَظَلّ على بارقٍ يلمَع

فهاتيك علاّت أهلِ الهوى

ولِي دونَهمْ في الهوى منزعُ

وخالي الحشا سَامَني سلوةً

ولم يَدْرِ ما حوتِ الأَضْلعُ

يلومُ شجيّاً عَنِ الحُبِّ ما

خلا مِنه عُضوٌ ولا مَوضعُ

فيا عاذلي أينَ مَنْ يَرعَوي

ويا ناصحي ينَ مَنْ يسمع