وفي لي ولم يسمع كلام مفند

وَفي لي ولَم يسمَعْ كلامَ مفنّدٍ

وجادَ بطيبِ الوصْلِ عن غير مَوْعدِ

وقَدَّ أديمَ اللَّيلِ للوصلِ طاوياً

من الدُّجنِ نحوي فَدْفداً بعدَ فدفدِ

من الغيد يحكي وجهَه البَدْرُ مُشرقاً

على غُصُنٍ لَدْن المعاطف أملدِ

ولم أنسَ خمراً من لماه شربتُها

لها حببٌ من درّ ثغرٍ منضّدِ

وخالٍ يرومُ الصَّبرَ منِّي عن هوى

يقلّ اصْطباري عنده وتجلّدي

فهَلاَّ وقَلْبي عن هوى الغيد فارغٌ

طليقٌ وأحكام الصَّبابة في يدي

رعى الله أيّامَ الصِّبا فلكَمْ بها

جنَيت ثمارَ اللّهوِ عن روضِها النّدي

وحيّاً بِنَعمان الأراكِ أَحبَّةً

هُمُ مَطْلبي مِن كلّ شيءٍ ومَقْصدي

وروض سَقَتْهُ السُّحبُ أقداحَ وبْلها

وغنَتْ عليه الورقُ ألحان معبدٍ

وقد عبثتْ ريحُ الصَّبا بغصونِه

فمِنْ ساكنِ منها ومن متأوّدِ

وصاغ الصّبا فيه لمِعْصَم نهرِهِ

من الزّهر حلياً من لجينٍ وعسجدِ

ظَلَلْنا به والعُمْرُ مُقتَبلُ الصّبا

وهاني الحَيا فيه يروحُ ويغتدي

وقد سلَّ أسياف الْبروق لوامِعاً

وأقبلَ يحدو مُرعداً بَعْدَ مُرْعِد