يا من هجاني عامدا

يا مَن هَجاني عَامداً

ومحلّه عندي مكينُ

وأباحَ عرضي بالْهِجاء

وعرضُهُ عندي مَصُونُ

لَمْ ينهَهُ عَقلٌ لدَيهِ

وكنتُ أعرفُه ودِينُ

كُنْ كيفَ شئتَ فلِي

فؤادٌ بِالْوَفا أبداً يدينُ

إنْ تحفظِ الودَّ الأكيدَ

فإِنَّكَ الثقة الأَمينُ

أو حُلْتَ عن ودّي وخُنتَ

فلا أحولُ ولا أَخونُ

حاشا لِمثلِكَ إنَّ مثلي

عنده أبداً يهونُ

ولقد علمتَ مودّتي

والشكُّ يُذْهِبُهُ اليقينُ

فاعطفْ إلى الذِّكر الجميلِ

فإِنَّه حلْيٌ يزينُ

واحذرْ مَصَاحَبةَ الهِجاءِ

فإِنَّه بئْسَ القَرينُ

كُمْ مُفْلِقٍ بِهجَائِه

تَقْذَى برؤْيتِهِ العيونُ

خُذْها على محضِ الودادِ

كأنّها الدرُّ الثّمينُ