يا واهب الجرد السلاهب

يا واهبَ الجردِ السَّلاهبْ

والسّمرَ والبيضَ القواضبْ

يا راقياً مِنْ فخرِ آل

محمدٍ أَعْلى المراتبْ

يا مَالكاً رقَّ العُلَى

وسواه لِلْعلياء غاصِبْ

يا مَنْ ضياءُ كمالِهِ

ملأَ المشارقَ والمغاربْ

يا من ثناهُ وشكره

أبدَ الزّمان عليَّ واجبْ

يا سيفيَ الماضي الّذي

افدي به مُهَجَ النّوائب

يا ناصري عند الخطوب

إذا عدمتُ أخاً وصاحبْ

أشكو إليك جفاءَ دهرٍ

ليسَ يُعتِبُ مَن يُعاتِبْ

يُسْلي قلوبًَ العاشقين

عنِ الأَحبّة والحبائب

تَنفكَ ترشقُني سهامُ

صروفه من كل جانب

ما إن يزالُ مكتِّباً

لي من نوائبه كَتَائب

ولقد لجأتُ إليك مِنْ

دونِ الأَعاجِم والأعاربْ

ووثقتُ منكَ بماجدٍ

جمَّ المحامدِ والمناقب

ورجوتُ أكرمَ سيدٍ

ما عادَ مَنْ يرجوه خائبْ

وإلى حِماك بعثتُها

غرّاء تهزؤ بالكواكبْ

هي مثلُ ما قَال البَها

تحكي عقوداً في ترائبْ

وتخالُ في أوراقها

ذهباً على الأوراق ذائبْ

ذكّرتُ لا مُسْتَبطئاً

وَعْداً ولا زارٍ وعَاتبْ

لكن خشيتُ بأنّني

عَن فكركَ الميمون عازبْ

لاَ زلتَ عَنْ نُوَبِ الزّمانِ

السّودِ مَحْروسَ الجوانبْ