أجأ وسلمى أم بلاد الزاب

أجَأٌ وسلْمى أمْ بلادُ الزَّابِ

وأبو المُهَنَّدِ أمْ غضنْفرُ غابِ

رفعَ المَنارَ بنو زُهيرٍ في العلُى

بالفارسِ المُتَغَطرفِ الوهَّابِ

بأغَرَّ بَسَّامٍ كأنَّ بَنانَه

في كلِّ مكْرُمةٍ قطارُ سَحابِ

بالمانِعِ البَذَّالِ غيرَ مُدافَعٍ

في بذلِ مروفٍ وعِزِّ صِحابِ

عمَّتْ فواضلُه وعَمَّ ثَناؤهُ

فالحمدُ والاِحْسان في اِطْنابِ

وغَدا غُدُوَّ السَّيْل يفْعمُ وادياً

رحْباً ويشْرقُ منه ضنْكُ شِعاب

فاغْرب حُوَيْتِمُ اِنَّ ذكرك خاملٌ

مُذْ جَال هنديٌّ بمتْنِ ركابِ

نسف الغُبار يوجه فخرك فارسٌ

زيْنٌ بيوميْ نائِلٍ وعِقابِ

كنت الجواد لدى زمانٍ مُسْعِدٍ

وهو الجوادُ لدى زَمانٍ نابِ

واذا الفَلاةُ تضايقتْ أرجاؤها

يومَ الهياجِ بجحفلٍ غَلاَّبِ

وتمطرت قُبُلُ العيونِ كأنها

بالقاعِ تحت القومِ مُعْطُ ذئابِ

ظمأى إِلى ماءٍ الجِراحِ كأنما

تجري مواردُها بخَدْع سَرابِ

تطوي نصيَّ الثَّعْدِ وهي سواغبٌ

طَلَباً لرعْي جَماجمٍ ورِقابِ

واحْلَوْلكَ اليومُ المُضيئة شمسهُ

فالظُّهْرُ جُنْحٌ غيرُ ما مُنْجابِ

فعلى الدُّورع غلائلٌ من عِثْيَرٍ

وعلى مِجَنِّ الشمس فضلُ نِقاب

لاقيتَ فخر الدين يكْشفُ نقْعها

كشف الغزالةِ مُضْمحلَّ ضبَاب

لا يرتضي طعْنَ النُّحور فَطعْنهُ

في مقلة الجبَّارِ ذي الاعْجابِ

ذِمْرٌ يُقَحِّمُ في الغِمار ومحجم

عَفٌّ عن الاُسَراءِ والأسْلابِ

فعلية عند الحرب قسوةُ جَلْمدٍ

واذا انْتَدى فَلَطافةُ الزِّرْيابِ

خِرْقٌ اذا بخل الملوكُ بِثَلَّةٍ

وهَبَ الجيادَ كريمةَ الأنْسابِ

فجيادُه في جيش كل مُسَوَّدٍ

كلُّ الخميسِ بعُدَّة ولِبابِ

بالحُسْن تُعْرف لا السمات لأنه

لم يُعْطِ غير لواحقِ الأقْرابِ

يا با المُهنَّد والنَّداءُ لأِصْمَعٍ

ندْبٍ كحدِّ الصَّارمِ القِرْضابِ

أنا منْ عَلِمْتَ أبِيَّةً وتَرَفُّعاً

عن كلِّ جَيْئةِ مَطْلبٍ وذَهابِ

لا أرتضي نيلَ الغِنى بمذَلَّةٍ

والعِزُّ أكرمُ مَطْعمي وشَرابي

وأرى المَديحَ لغيرِ قَيْلٍ سُبَّةً

تبْقى مَعائبُها على الأحْقابِ

ولقد حَبَستُ قلائدي وكتمْتُها

كيْ لا تُذال َ بمِنْحَةٍ وثَوابِ

واقْتادني حَرَجٌ فسرت إِلى الذي

مدحي له فخْرٌ بغيرِ مَعابِ