إذا الشمس غابت عن مسالك مسهل

إذا الشمس غابت عن مسالك مُسهلٍ

فكُلُّ هُداهُ ضَيْعةٌ وضَلالُ

فكيف بذي وعْرٍ تعاوَرُ شملَهُ

سُرى الخطبِ والأحداث وهو ثَقالُ

كأنِّي غَداةَ البَيْن نونٌ بقَفْرةٍ

بها من فِراقِ الرَّافدينِ خَبالُ

تُذكِّرُها الجَمَّ الغزيرَ تَنوفةٌ

يَغُرُّ بها الهِيمَ الصَّوادي آلُ

فلا نَزحتْ دارٌ بفارس خِنْدفٍ

إذا جَدَّ مَحْلٌ عارِقٌ ونِزالُ

فتىً في مواليهِ نسيمٌ ومُزْنَةٌ

وعندَ أعاديهِ قَناً ونِصالُ

يحوز له الفخريْنِ يومَ سَلامِهِ

ويومَ وَغاهُ نَجْدَةٌ ونَوالُ

فتَغْنى به الأبطالُ وهي جَحاجحٌ

وتُجْلى به اللَّزْباتُ وهي ثِقالُ

هَنيءُ النَّدى والنصر لا يستثيرهُ

صَريخٌ ولا يدعو نَداهُ سُؤالُ

تَبرُّعُه داعيهِ والطَّبْعُ باعِثٌ

فلا لَمْحَ إِلاَّ صارِمٌ وسِجالُ

لأقلامِه في كل ذُعْرٍ وأزْمَةٍ

رَدىً وندىً مُستعظَمٌ ومُذالُ

إذا أنْفد الحُضْرُ الوجيفَ رأيتها

مِراحاً لها فوقَ الطُّروسِ مَجالُ

فهُنَّ كِرامُ النُّحْل عند عُفاتهِ

وهُنَّ أفاعٍ في العِدى وصِلالُ

وسارَ إلى العَلْياءِ شدّاً كأنما

عَزائمُهُ في الرَّائعاتِ نِبالُ

تحمَّلُهُ نحو المناقبِ هِمَّةٌ

عُذافِرَةٌ لا أنْيُقٌ وجِمالُ

وزيرٌ إذا استنجدته لِمُلِمَّةٍ

هززْت قَرا عضْبٍ جلاهُ صقالُ

تنوضُ بُروقُ البِشر من قسماتِه

وتَغْشاكَ منه هَيْبَةٌ وجَلالُ

فلا بَرحَتْ تاجَ الملوكِ مدائحٌ

يُرَجِّعُ سَفْرٌ فَضْلَها وحِلال

أبا جعفرٍ ما صامَ للّهِ صائمٌ

وعيَّدَ ذو عيدٍ وهَلَّ هِلالُ