الله جار الوزير الصدر ما طلعت

اللّهُ جارُ الوزيرِ الصَّدْرِ ما طَلَعَتْ

شَمْسٌ وأحْيا دَريسَ الهامِدِ السَّبَلُ

غَمْرُ الرِّداءِ كَسُحْبِ الجَوِّ هاطِلَةً

وللصَّوارِمِ من أوْصافِهِ خَجَلُ

ماضٍ وَقورٌ لَدى سَلْمٍ ومُعْتَركٍ

في العَزْمِ والحِلْمِ منهُ الرِّيحُ والجَبَلُ

خِرْقٌ يُميتُ نفوسَ المَحْلِ من كرَمٍ

من غيرِ مَنٍّ ويَحْيا عِنْدهُ الأمَلُ

والعَهْدُ والوِدُّ منهُ لا يُحيِلُهُما

على التَّقادُمِ لا غَدْرٌ ولا مَلَلُ

صاحي النُّهى لا يَحِلُّ الخطْبُ حَبْوتَهُ

لكنْ طَروبٌ بأذْكارِ العُلى ثَمِلُ

جَيْشٌ تَفُلُّ صُروفَ الدَّهر سوْرتُهُ

وتَنكُصُ البيضُ عنْ لُقياهُ والأسَلُ

إذا الذَّوابِلُ ذَلَّتْ عنْ طِعانِ عِدىً

خافَتْ مَزابرَهُ اللبَّاتُ والمُقَلُ

مُحمَّدٌ عضدُ الدينِ الذي شَهِدَتْ

بفضْلِهِ النُّبَلاءُ الغُرُّ والدُّوَلُ

يَثْعَنْجِرُ الجودُ جَوْداً من أنامِلِهِ

إذا السَّحابُ جَهامٌ ماؤهُ سَمَلُ

ويصْدُر السَّفْر عنء سلْسالِ موْرِدِه

وقد سَقَى القَوْمَ منهُ العَلُّ والنَّهلُ

لا يَعْرِفونَ ثِمالاً غيرَ نِعْمَتِهِ

حتى إذا ظَعَنوا عن جُودِهِ قَفَلوا

بَرٌّ تُحَصِّنُهُ التَّقْوى ويَعْصِمُهُ

إِخْلاصُهُ وعلى الرَّحْمنِ يَتّكِلُ

تَنْبُو سِهامُ الرَّزايا عَنْ سَوابِغِه

إذا رُشِقْنَ وتَخْزى دونَهُ ثُعَلُ

فَعاشَ للْمَجدِ والعَلْياءِ مُبْتَدِراً

إِحْرازَ أقْصاهُما ما أطَّتِ الإِبِلُ