تفر صنوف العيب عن نيل مجده

تَفِرُّ صنوف العيب عن نيل مجده

وتَهْنا بهِ أخلاقُهُ وفَضائِلُهْ

فللِكبْر بِشرٌ لا يحولُ صباحُه

وللبُخلِ جُودٌ لا تَغِبُّ نوافله

وللجبْن ضربٌ في الكتيبة أرْعَلٌ

يُفلَّلُ ماضيهِ ويُحْطَمُ ذابِلُهْ

وللغدْرِ عهدٌ لا تَحُلُّ عُقودهُ

موانعُ من أيامِهِ وشَواغِلُهْ

وللغيب حِفظُ الغائبين كأنما

مُعادِيهِ في ظَهْرِ المغيبِ مُخاللُهْ

وللجهل إِن طاشت حبى القوم راجحٌ

يُطاولُ رضْوى حلمُه ويُثاقلُهْ

يُقِرُّ له الروعان بالبأس والنَّدى

إذا رُفِعَتْ نيرانُهُ وقَساطِلُهْ

ففي الحرب ذِمْرٌ بالحسام مُعفِّرٌ

وفي الجَدْب فقْرٌ بالنَّدى هو قاتلهْ

أبو جعفرٍ تاج المُلوكِ الذي له

مناقِبُ لا يسطيعُها من يُساجِلُهْ

وزيرٌ إذا استنجدتَه لمُلِمَّةٍ

هززتَ حُساماً أخْلَصته صياقِله

مُجيبٌ إذا استعطفته قاد حِلْمهُ

إليك حَياءٌ لا تدبُّ مخاتلُهْ

سقى بحرَ فضلي جودُه في أوانِه

فجازاهُ بَحْري بالذي أنا قائلُهْ

فردَّ قطار الجَوْدِ مني مدائحٌ

تَحلَّى بها جُودٌ تَظَلَّم عاطِلُه

كما تصنعُ الدُرَّ البحار إذا همى

لأصْدافِها دَرُّ الرَّبيعِ ووابِلُه

تكاد النَّعامُ الصُّمُّ تصغي لذكْرِه

إذا ما غَلَتْ هيْجاؤه ومَراجِله

فلا زال محميَّ الحمى فائض النَّدى

يُخافُ ويُرجى بأسُهُ وفواضِله