شموس المواضي ان بغيت الأمانيا

شموس المواضي اِن بغيتَ الأمانيا

وظِلَّ العوالي اِنْ أدرتَ المعَاليا

وعَدِّ عن الأرضِ التي لنعيمها

سواكَ ولو أدْركتَه كنتَ عانيا

لحى اللّه مجهود الفؤاد من الأذى

إِذا هو لم يستخلص العزمَ شافيا

فما أحرزَ الآمالَ مثلُ مُهاجرٍ

إِلَيْهَا وفاتَ النُّجْحَ من بات ثاويا

عصيتُ اِبائي اذْ أطعْتُ مطامعي

ولو كنت شهماً ما عصيتُ اِبائيا

وما زلت مقلاق الوضين إِلى السُّرى

جريئاً كصدر الهِندوانيِّ ماضيا

تُسابقُ همِّي بالخطوبِ رواحلي

الى نازحٍ يُضْحي عليهنَّ دانيا

إِلى أنْ تحاماني الظَّلومُ وأذعنت

لفضلي نفوسٌ لا تَودُّ القوافيا

وها أنا عند اليوم أرضي بخدْعةٍ

وأقنعُ أن اُدْعى لبيباً مُداريا

وأسترُ شيباً أسْرع الهمُّ زوْرَه

مخافة أن ألْفى من الدهر شاكيا

صموتٌ يضيق النُّطق عنه وباسمٌ

إِذا اخْتُبِرَتْ حالاتُه كان باكيا

وما مات مني العزمُ لكنْ أجَنَّهُ

من الحزم ما فاتَ الجهولَ المُجاثيا

وحُبُّ وزيرٍ من ذؤابةِ هاشمٍ

تَمَلَّكَ لُبِّي واسْترقَّ فؤاديا

أراني مرير العيش عَذْبأً بجوده

وأكدَرَهُ من خالص الودِّ صافيا

وقفتُ عليه شُرَّداً لم أزلْ لها

قؤولاً ووِدّاً لم أكُنْ منه خاليا

أغرُّ كرأدِ الصبح صلْتٌ جبينه

إِذا راح للعلياءِ أصبح غاديا

ويُعدي على صرف الخطوب فما يُرى

مدى الدهر اِلا واهباً أو محاميا

إِذا خذل الخطب الفتى كان ناصراً

واِنْ منع الجدبُ الحَيا كان هاميا

هو الطَّودِ اِن أحفظته كان راسياً

رزيناً واِنْ طاولْتَه كان ساميا

يفوق زُلال الماء لُطْفاً ولينةً

ويفْضل في البأس الحُسام اليمانيا

ويُسفرُ للخطب البَهيم بوجههِ

فيجلو دُجى أحداثهِ واللَّياليا

ويُغني إِذا ما أسعد الوجدُ جوده

فانْ هو لم يُسعده راحَ مواسيا

إِذا أخمد النيرانَ ريعانُ زعزعٍ

يُعيدُ ذكيَّ الجمر قَرَّانَ شاتيا

وخَزَّ على الأحفاضِ كلُّ مُعمَّدٍ

أطال الأواسي في الثَّرى والأواخيا

وجعجع قُرُّ الليل من فرط صرَّه

شِدادَ الصَّفايا والعِشار المَتاليا

وزوال راعي الذود عهدأً فلم يُطق

وفاءً ولم يبرحٍ أميناً ووافيا

وآوتْ إِلى الصِّرْم العزيب جوافلٌ

رأيْنَ اللقاح الجمَّ للذُّعر قاصيا

على حين غَبْراءُ المطالعِ أزْمةٌ

أعادتْ غنيَّ الحيِّ خمْصانَ عافيا

تساوى بها نينانُ لُجٍّ وكُنَّسٌ

بوجْرة يرْأمنَ الظِّباءَ الجوازيا

فأضحت وكُثبان الصَّري وعالجٍ

من المحل قد شاكهن نِهْياً وواديا

قرى شرف الدين الغِنى وأبتْ له

معاذرُه أن يحتبسْنَ الطَّواهيا

قِرى ظاعنِ بالحزم غادٍ مع الحجا

يفُلُّ الرَّزايا والخطوبَ العواديا

إِذا هدم الأموال بالبذل والنَّدى

غَدا للمعالي بالمحامدِ بانيا

من المالئين الدهر في السلم والوغى

ردىً حيثُما لاقيتهمْ وأياديا

غيوثُ نوالٍ أو ليوثُ كريهةٍ

إِذا شهدوا حَرَّ الوغى والمشاتيا

إِذا ضل عافيهم عن القصد في الدجى

أضاؤوه نيرانَ القِرى والمَجاليا

إِذا اخْترموا ألفيت جُلَّ تراثهم

كِرامَ المواضي والعِتاقَ المَذاكيا

ليهْنَ عليَّ الخيرِ أني جزيتهُ

بنُعْمى يديه الصَّالحاتِ البَواقيا