هنيئا للمناقب والمعالي

هنيئاً للمَناقِبِ والمَعالي

إذا عُدَّ المكارِمُ والكِرامُ

بَقاءُ أغَرَّ تَحْسُدُ حالَتَيْهِ

وفَضْلَهُما الصَّوارِمُ والغَمامُ

فعِنْدَ البَاسِ هنْديٌّ جُرازٌ

وعندَ الجودِ هَطَّالٌ رُكامُ

إِمامُ هُدىً أضاءَ لنا الدَّياجي

فلا ظُلْمٌ يُلِمُّ ولا ظَلامُ

وكيف تُخَصُّ تهْنئَةٌ بشَهْرٍ

وكُلُّ زَمانِهِ الشَّهْرُ الحَرامُ

يَخافُ اللّهَ في كُلِّ المَساعي

فلا حُوبٌ يَشينُ ولا أثامُ

ويحْلُمُ والجَرائمُ فادِحاتٌ

ويَسْهَرُ إذْ رَعِيَّتُهُ نِيامُ

ويخْشى الجَوْرَ سَطوتَهُ عليه

كما يخْشى مِن الصَّقْرِ الحَمامُ

أبادَ الظُّلْمَ والإِمْلاقَ حتى

لِكُلٍّ منْ مَناقِبهِ انْتِقامُ

فطعْن الجود في الإِملاقِ شَزْرٌ

وضَربُ العدلِ في الجور التِهام

أهانَ المالَ حتى باتَ يُزْهى

على المالِ الجَراوِلُ والرَّغامُ

ونازَلَهُ مُنازَلَةَ الأعادي

فماتَ الدَّثْرُ والبَطَلُ الهُمامُ

فللأموالِ في الآفاقِ شَتٌّ

وللحَمْدِ انْتِثارٌ وانتِظامُ

وعَمَّ بلُطْفِ رأفَتِهِ الرَّعايا

حُنُوَّ الأمِّ واحِدُها غُلامُ

فكان كَعارضٍ هَتِنٍ سَحوحٍ

تَداركَ رُفْقَةً وبها أُوامُ

فغَدَّرَتِ الفَلاةُ وزادَ حتى

تَغمَّرَتِ الرَّوابي والإِكامُ

وأصبَحتِ الخَوامِسُ عائِماتٍ

بذي مَوْجٍ للُجَّتِهِ التِطامُ

وأضْحى القَفْرُ بعد المحْل روضاً

يَميسُ بهِ الخُزامى والثُّمامُ

نَوالُ أغرَّ أبْلَجَ مُسْتَضيءٍ

يضيقُ ببعض مِدْحَتِهِ الكَلامُ

فلا عدِمَتْ إِمامُ الحَقِّ دُنْيا

لَها منه سُرورٌ وابْتِسامُ