وإني وإن لم تنصفوا في حكومتي

وإِني وإنْ لمْ تُنْصفوا في حكومتي

وشَوَّهْتُمُ بالظَّنِ حُسْنَ وَلائي

وكَذَّبْتُمُ الأعْذارَ وهي شَهيرَةٌ

كَرَأدِ الضُّحى بادٍ بغَيْرِ خَفاءِ

وأوْطأتُمُ الإِخْلاصَ أخمصَ جَفْوَةٍ

على جَنَفٍ مُسْتَهْجَنٍ وعِداءِ

لَمُثْنٍ عليكُمْ في مَغيبٍ ومَشْهَدٍ

وأيْنَ ثَناءٌ خالِدٌ كَثَنائي

ولسْتُ بناسٍ سالِفَ الطَّوْلِ منْكُم

أبى حُسْنُ عَهْدي جَحْدَهُ ووفائي

ولكنْ ظَننْتُمْ أنَّ كُلَّ مَوَدَّةٍ

خداجٌ إذا لم تَقتَرِنْ بِلقاءِ

وحالُ أُوَيْسٍ والنَّبِيِّ مُحمَّدٍ

بما صَحَّ مِنْ نَقْلٍ عَنِ العُلَماءِ

دَليلٌ على أنَّ الوِدادَ مَحلُّهُ الْ

قُلوبُ وأنَّ القُرْبَ كالعُدَواءِ

ومنْ عَجبٍ عَتْبٌ على غيرِ مُذْنِبٍ

ومُعْتَذِرٌ ذو صُحْبَةٍ وصَفاءِ

فَقُلْ لِعمادِ الدِّينِ عَطْفاً ولا تُضِعْ

وَحيدَ ثَنائي فيكُمُ ووَلائي

ولا تَطْرُدِ البُرْهانَ وهو مُشَرِّقٌ

كَمَنْ رامَ بالكَفِّيْنِ سَتْرَ ذُكاءِ

ألِفْتُكَ مِتْباعَ المَحامِدِ بالنَّدى

ومُحْرِزَها عَنْ نَجْدةٍ وعَطاءِ

وألْطَفَ مِنْ ماءِ الغَمامِ جَرى لَهُ

لَطيفُ نَسيمٍ بالغَداةِ رُخاءِ

وأرْجَحَ حِلْماً من ثَبيرٍ ويَذْبُلٍ

إذا هَفْوَةٌ حَلَّتْ حُبى الحُلماءِ

تَقيّاً يَخافُ اللّهَ سِرَّاً وجَهْرَةً

ويَحْمَدُهُ في شِدّةٍ ورَخاءِ

صَبابَتُكَ التَّقْوى ومَسْعاتُك الهُدى

وعِنْدَكَ سَحٌّ مِن حَياً وحَياءِ

فلا تَخْرقِ الإجماعَ في هَجْرِ مُخلصٍ

سليمِ دَواعي الصَّدْرِ للْخُلَطاءِ

سَرى صِدْقُهُ في الوِدِّ فاعْترفَتْ لهُ

جُفاةُ بني الدُّنْيا بغَيْرِ رِياءِ

فلوْلا الهَوى لمْ أسْهِر الطَّرفَ مادحاً

رَجاءَ رِضاكُمْ لا رَجاءَ حِباءِ