يا عاقدا وضن الجمال البزل

يا عاقِداً وُضُنَ الجمالِ البُزَّلِ

اِحْللْ أصبت الرَّأي أنْ لم ترحلِ

شِمْ ما انْتضيتَ من العزائم للسُّرى

وارْغد فإنَّك بالخصيب المُخْضِل

إنَّ الوزارةَ أذعَنتْ مُنْقادَةً

لأغَرَّ رحْبِ الحلم رحب المَنْزلِ

لمُعَظَّمٍ مَلأَ الزَّمانَ مَهابَةً

ذَلَّتْ لخيفَتها صُدورُ الذُبَّلِ

بصَرامةٍ كالسيف سُنَّ غِرارهُ

ولَطافَةٍ فضلَتْ بَرودَ السَّلسل

لمُحمَّدٍ مجْدِ المُلوك فتى النَّدى

والبأسِ مأوى المُرْمِلين العُيَّلِ

منْ لمْ يزلْ صدراً مُشاراً في العلى

مَسْعىً وارِثاً إنْ جهلتهما سَلِ

تلقاهُ في يوميْ رضاهُ وسُخْطِهِ

صَبْرُ الجبال له وحَدُّ المُنْصُلِ

كالريحِ بأساً والنَّسيمِ لَطافَةً

نفْعُ الجنوبِ له ورَوْحُ الشَّمْأل

وإذا الرياحُ تناوحَتْ مَسْعورةً

هُوجاً تَراجَمُ بالحَصى والجنْدَلِ

عُقمتْ فلم تُنش السَّحاب وجفَّلت

ما تدَّعيه من المُسَِّفِّ الأكْحَلِ

وأعاضت الجوَّ الفسيحَ عن النَّدى

بالقُرِّ وخَّازاً كَحَدِّ المِعْبَلِ

خَبت المواقِدُ والبُروق فما اهتدت

للقصْدِ أعْناقُ الرِّكابِ الضُّلَّل

وطوى النَّعيمُ رداءه عن مُتْرَفٍ

فمَطاعمُ المُثْري هَبيدُ الحَنْظَل

طَرد الوزيرُ المحْل وهو مُصرِّحٌ

طَرْدَ الوَسائقِ بالخميسِ الجحفل

فقَرى ولا قارٍ وجادَ ولا نَدَىً

وكفى ضَريكَ الحيِّ شيْمَ الهُطَّل

للّهِ ربِّ العرشِ دَرُّ خليفَةٍ

أدْناكَ منْ شرفِ المَقامِ الأفْضلِ

ناداكَ يا عَضُداً لدينِ مُحَمَّدٍ

فعَضدْته عند الشَّديدِ المُعْضِل

فاسْتَلَّ منك مُهنَّداً ذا رَوْنَقٍ

غاني الحديدةِ عن جلاء الصَّيْقل

لَقيَ العُلى عند اخْتيارِكَ آمِناًُ

خَجَلَ العِتابِ بِجحفلٍ وبمحْفِلِ

زجِلَ الزَّمانُ بشُكْر ما أوليْته

أبْناءهُ منْ نِعْمةٍ وتَفَضُّلِ

رحَل الحجيجُ مُعَرِّفين بسامِقٍ

يَرْجونَ عاطِفَةَ القديمِ الأوَّل

أنْشرتَ أموات المحابس إذْ غدوا

رِمَماً مُمزَّقةً بسوءِ المَنْزِلِ

وكففْتَ عاديةَ الخَراج وشَرَّه

عن كُلِّ أرْمَلَةٍ ومُقْوٍ مُرْمل

ووضعت أثْقال المكوس وقد وهَتْ

منها الكَواهِلُ وانْتهتْ للمقْتل

فرددتْها وضَّاحَةً عُمَرِيَّة

غَرَّاءَ مثلُ حديثها لم يُنْقَلِ

فضُلَتْ على سِيَرِ الكرام وأشْهدت

بالفضلِ آياتِ الكِتابِ المُنْزَلِ

أنا مَدُّكُمْ آلَ المُظَفَّرِ والذي

مَدْحي لكمْ كالعاشِقِ المُتَغَزِّل

سارتْ لكُم سير الرِّياحِ مدائحي

منْ مُشْئمٍ أو مُعْرِقٍ أو مجبل

ولقد وَثِقْتُ بحُسن عهد محمدٍ

وَوَلاي في إِدْراكِ كلِّ مُؤمَّلِ

فوَفى وزادَ على الوَفاءِ بفَضْلهِ

كالغيث يفْضُلُ عنْ جناب المُمْحل