يا فارس الهولين عم رداهما

يا فارسَ الهْوْليْنِ عَمَّ رَداهما

تحت القَتام وتحت ظِلِّ العِثْيرِ

يجلوهُما من بأسهِ ونوالهِ

بمُهنَّأٍ خافٍ ونَصْرٍ مُظْهَرِ

فمضاؤهُ في سلْمهِ ونزالهِ

اِنجادُ مخذولٍ وثروةُ مُعْسرِ

جاد السحاب وجُدْتَ لكن قدِّرتْ

أوقاتهُ ونداك غيرُ مُقَدَّرِ

وظللت تمطرُ وهو يُمطرُ تارةً

ما ماطِرٌ يُحْيي البلاد كمُمْطرِ

واذا بوارقهُ كَذَبْنَ لشائمٍ

حيناً فبشركَ صادقٌ للمقْترِ

تخبو المواقدُ باليَفاع وبشْرُك ال

هادي ركابَ الخابطِ المُتنوِّرِ

لا تحتمي الوجْناءُ منك بِتامِكٍ

جلْدِ الاِهاب ولا الشُّجاع بمغفر

يشكو كفاحك كاتبٌ وكَتائبٌ

ما بين محجوجٍ وبين مُعَفَّرِ

بمبادريْنِ إِلى الطِّعانِ مُهَمْلجٍ

فوق الطُّروس وطامرٍ مُتمطِّرِ

حتى اذا قَذفَ اليراعُ بحالكٍ

أجرى النحور صَبيبَ قانٍ أحمرِ

فالشاهدانِ بما بلغْتَ من العُلى

ظهرُ الفلاة ضُحىً وبطن الدفتر

فبقيتَ يا تاجَ المُلوكِ للائذٍ

مستعصمٍ ولمُسنتٍ مستمْطرِ

كاَد التَّصوُّنُ أن تماط سُجوفُه

فحفظتهُ بتبرعٍ لم يكْدُرِ

واغبرَّ مُخضرُّ الشؤونِ فصُبْتَه

من راحتيك بوابلٍ مُثْعَنْجِرِ

رزح الجُلال العود من دلج السُّرى

والعِبءِ وهو لذاك غيرُ مُجرجر

صَمْتٌ تُقرُّ له البلاغةُ بالحِجا

والحزمُ للمتأمِّلِ المُسْتبصرِ

لا أوحشت منك الدسوت ولا خلت

منكَ السروجُ بغيبةٍ وبمحضرِ

اِنْ كان معنى جَعْفَرٍنهراً به

تروى العُطاش فأنت نهرُ الكوثرِ