يقظان قلب وطرف لا يغالبه

يقْظانُ قلبٍ وطرفٍ لا يُغالِبُهُ

إِشكال خطبٍ ولا إدمانُ تَسْهارِ

فنوْمُه عازِبٌ والرأيُ مُقتربٌ

مُصَرَّفٌ بين إِيرادٍ وإصْدارِ

يتْلو ويقْري لحامَ المُتلياتِ دُجىً

للطَّارقينَ فنِعْمَ القارىءُ القاري

فسوْرةٌ لسنَى النِّيرانِ رافِعَةٌ

وسورةٌ ذكْرُها يُنجي من النارِ

يحلُّ ضيفانُه منه بخرْقِ نَدىً

لا يكْسعُ الشَّوْل من يبُخلٍ بأغْبار

ويمْطرُ المحْل والأنواءُ مخلِفَةٌ

بوابلٍ من نَدى كَفَّيْهِ مِدْرارِ

شمس الضحى ونجوم الليل شاكيةٌ

من النَّدى والرَّدى في الحرب والدار

فصاعِدٌ من صليبٍ غير ذي نَقَدٍ

وساطِعٌ من قُدورٍ غيرِ أعْشارِ

فللْقَنا والغَضا جودانِ من يَدهِ

على فقيريْنِ مَشَّاءٍ وطَيَّارِ

تلْقى أبا جعفرٍ والبأس شيمتهُ

سَمْحَ الخلائق سَهْلاً غير جبَّار

كأنَّهُ زهْرةُ العام الخصيبِ إذا

زهَتْ مَنابتُها القُصْوى بنُوَّارِ

تُهدي لناظرِها حُسْناً وناشِقِها

طيباً بأوْقاتِ آصالٍ وأسْحارِ

وزيرُ مجدٍ ضَفَتْ منه ملابسُهُ

وعِرْضُهُ أبَداً عارٍ مِن العارِ

كسوتُ ريحَ الصَّبا رَيَّا مدائحهِ

فكُلُّ جَوٍّ عليه نَشْرُ عَطَّارِ