الصحراء

تقول لك الصحراء النبية ادخلْ

تقف الشمس في مدارها

تلفح ذرَّاتها العطشى شفتيك

إذن، أنت بين الجلد والجلد

وبين الجوع والجوع

مسبغة أبعد من رتابة المستحيل

فكيف الولوج من السعير.. إلى السعيرْ

وكيف الدخول.. إلى الدخول؟

أنت بلا ظل.. أنت بلا أمد وبلا مطرحٍ

إلا شروخ وما رجعتَ.. جئت وما مضيتَ..

أكذوبة سائحة مبثوثة.. في اللاشيء

ما أضيع.. الوهم الطويل؟!

يقول لك الصبح: ها قد بدأتَ

ماذا ابتدأت؟ صراعاً يفتّت عنف الخلايا

ويزرع فيك ما لم يكنْ.. ثم تموت!؟

طويت كتاب الطفولة

غنيت للبحر والموج والصمت

رقصت مع امرأة في العنفوان

دفنت البراءة في مداها!

ثم واجهت الخفوتْ!

يقولون لك: اخرسْ

فأنت والريح والأعاصير والرعد والمطر

والعنفوان والفعل وكل ما تخيلت قتيلْ

هل أتاك.. من مسافة الرغبة واليقينِ

بريد أو بعض بريدْ

وهل تحلم وأنت القتيل قبل المجيء

بجدوى البريدْ!