تقاسيم ضاحي بن وليد الجديدة

……اشربْ

حاججْ بيديكَ حدود الرقصة فوق النارْ

افرجْ شفتيكَ ليخرج للشارع نحل الأسرارْ

أنضجْ في العتمة لؤلؤةً

نضّجني في عذق الحسرةِ

في شهق السدرةِ

في عتق الخمرةِ

في…

أعتقني من جسدي

لأرى إنْ كنتَ الزورق منذوراً للوتر الثامنْ

اشربْ

حتى أثمل بين يديكَ

وأرحل من شفتيك إلى أقصى الأخضرْ

اجرعْ صِرفا

انهَمْ كشفا

ما أصعبَ أن تشتقّ لنفسكَ

درباً

بين شعاب الصوتْ!!

كهفٌ عربيْ

من يُرغمه أن يطأ الأرضْ؟

اشربْ يا ضاحي

من يُرغمهُ؟

اشربْ

قد تمتصّ من الأشواك رحيق الصخرْ

وتهدّ على رأس الحفّار جدار القبرْ

اشربْ

واسكبْ بالريشة زلزلةً

تتصاعد مثل لقاح الفجرْ

واهتزْ طرباً مثلَ صباح الرمزْ

هل غير النغم الأنثى يفتح في جسدي

أبوابَ اللغزْ؟

………… الليلُ سفين مزدحم بالعشّاقْ

الليل فوانيسٌ تخرج من صحو الأوراقْ

الليل غناء تاقَ

لتِرياق البدويّ الضالع بالأسفارْ

الليل نهار النورسِ منفعل بالأشعارْ

الليل قطار السندس مشتعل بالأمطارْ

الليلُ يد العودِ

ومفتاح زنود الميناء الحامل في الصحراءِ

فراتَ النارْ

الليل حوار النجمة فاضتْ بالأسرارْ

الليل قرارْ

الليلُ

وضاحي وَجْدٌ منتقل في صحو الغيمة بالأشجارْ

ضاحي والليل وأغصان السدرة والطور الأخضرْ

يصعد في حيزوم الفجر وظلّ الموجِ

على برق بُراق الأزرق مرتعشاً

في الأفق يرى نغماً

أنثى!!!……………..

ها قد وصل الوتر المطر الشاهر حلماً بدويْ

اقتربي

هذا الوتر المُسْقى بخارطة الليل العربيْ

يشدّ على حرف الجر ويكسرهُ

ويهدّ أداة الشرطِ

أداة النفيِ

ويجزم بالأنغام زمام الكونْ

يا ضاحي

يا ضاحي

صاحتْ بي الكِلْمة سامقةً

فشهقتُ بها

يا عُودَ الفتح المفتوح كأرجاء القلب البدويْ

افتحْ شفتي

لأعبّ النهر الطالع من لغتي

اسْمعني

انظرْ هذا الطلع المتفتّق أشرعةً في رئتي

هزّ الريشة في فرحي

اشربْ قدحي

اسمعْ خطوات الصَوْ في صارية اللحظة يَصعدْ

اطلعْ من شهقات المي طيراً محموماً بالمدْ

الريشة هذي الحلمة في شفتي

أمتصُّ جنوني الخارج من تكوين الرمل وتكويني

ما أحلاها تُغويني

بولوج الحلم الراهص في شفة اللا مِنْ عينِ

السي

الريشة ماء عيوني أضربها

بفضاء الأرضْ

أنقضّ على الآلات الغربية واحدة بعد الأخرى

بالأنغام البدوية أكسرها

أحرق ساق السفلسِ

أفواج الفطر المستنبت في داري

وأُجاسد بين الأمواج مواويل الريحِ

أصيحُ

ودفّة هذا العود الناضج تخرج بالكلماتِ

إلى الحاراتِ

إلى الحاراتِ

إلى الحاراتِ

تقول الكأسُ الرأسُ الشمسُ تعالَ

وخيل الليل على الظلمات البيضاء تجولُ

وتحترفُ الصرخات الأنثى

يا نغمَ الأنغام اسمعني

ما عدتُ جريحْ

أدخل فيكَ

إليكَ

ومنكَ

إلى شهقات الوتر الثامنْ

ها أسمعها

وأُنغّمها

امحي أياماً أكلتْها

أسنانُ الغيرة في أضلاع الدو

امحي أنغاماً أكلتْها

أحزانُ الحيرة بيني والصو

وأُراسل شوق المي مشتعلاً بهبوب غناهْ

وأواصل عزف المي منتقلاً بين فمي وخُطاهْ

أشتقّ لنفسي أصواتاً

لا يعرفها وطنٌ

زمنٌ

لونْ

أحتضن البحر البدويّ المتوهّج في أنغامِ

السيرِ

وأسكب في وتر المغرب أشعاري

أسكب في مطر المشرق أوتاري

وأفيض الشهدَ،

أفيض الرعدَ،

أفيض الوعدَ

بأنغام الرملِ النحلِ الطفلِ

وأعدو

والحارات على الكلمات الحبلى تعدو

لا. صاريةٌ

لا. صارية تُشرعُ

لا. صارية تُشرع في الأفواجْ

لا. صارية تُشرع في الأفواج المطريّة

لا. صارية تشرع في الأفواج المطرية

تدخل

في الوتر الثامنْ

واريةٌ روحي

واريةٌ

يا عودَ البدو الناضج في الزمن الأنثى

أَرْقصْني.