ماء الحياة أرى بثغرك أو لمى

ماء الحياة أرى بثغرك أو لمى

بذبيح صبري للصّبابة أولما

وبدُرّ عقد درّ فيضُ مدامعي

بوميض برق منهُ حين تبسّما

ببريقه غصّ المشوقُ بريقه

وبيتمه ترك الفؤاد مُتيّما

لو قُلتُ عُلّ بماء فيك حشا عسى

يُشفى لجاوب دع عسى ولعلّما

نبتُ العذار بدا بفيض مدامعي

والنّبتُ يُبديه الغمامُ إذا همى

لا يذبُلُ الوردُ النّضيرُ بخده

يوما لما يُسقيه من ماء اللّمى

والخالُ عبدٌ حارسٌ من وجهه

في روضة من راتع حول الحمى

وحمى المبرّد من لماهُ بما انتضى

من هند مُقلته فصين بما احتمى

إن مرّ وهو يميلُ في حُلل البها

ترك التّقيّ الخلو صبّا مُغرما

صلّى على الجمر الفؤاد مُسلّما

لله ما صلّى عليه وسلَّما

يهتزُّ عدلُ قوامه فتخالهُ

علم الأمير تلاهُ حين تقدّما

ملك الورى الباشا عليّ من غدا

يُروي بمرآهُ الصّداة من الظّما

نجلُ الأمير حُسين باي من به

نلنا رضى عيش يلذُّ وأنعما

ملكٌ لهُ ذهنٌ وصدقُ فراسة

تستخرجُ الأمر الخفيّ المبهما

قُرن الصّوابُ برأيه فإليه لا

يُوحى ولكن للإصابة ألهما

لم يُخط في قول ولا فعل فما

فعلٌ مضى يوما عليه تندّما

فرع عريقٌ في الفخامة ثابت

وفخارهُ فوق الثّوابت خيّما

شرف تأصّل من حُسين هل يُرى

شرفٌ على شرف الحسين تقدّما

ما انفكّ في روع وجُود كفّهُ

يُجري النّدى يوما ويوما بالدّما

غمْر الرّداء يرى النّوافل في العطا

يوم النّدى فرضا عليه مُحتّما

فاللّيثُ رام تشبّها بك فاجترا

لمّا رآك لدى الحُروب مُقدّما

وهمى السّحابُ الغرّ يحكي نيلكم

لم يحك نائلك السّحابُ وإنّما

يا من إذا أمرٌ تعذّر كشفهُ

أمسى لهُ فكرٌ عليه مُترجما

يا من مفاتيحُ الكنوز مديحهُ

ولو أنّهُ بالرّصد كان مُطلسما

يا من إذا دبّرتُ إكسير الثّنا

في وصفه كان الغنى لي مغنما

لولا اختلالُ الكون بعد نظامه

ما كان يترُكُ في البريّة مُعدما

أن الّذي أنباءُ ذكرك قد علت

فملأن ما بين البسيطة والسّما

أن الّذي أنوارُ بشرك أشرقت

كادت لطاعتكم تقودُ الأنجما

أنت الّذي عزماتُ فعلك جاوزت

في سبقها فلك النّجوم الأعظما

أنت الّذي دفعاتُ جُودك أفصحت

بثنائكم من كان أخرس أبكما

أنت الّذي آياتُ حلمك لو دعت

رضوى لجاءك بالرّضاء مُسلّما

أن الّذي رُحماك لو نُشرت على

رمم القبور نشرت منها الأعظما

وكففت كفّ الظالمين فلا يُرى

أحدٌ أتى من دهره مُتظلّما

وأقمت أركان الشّريعة إثر ما

فينا تداعى ركنها وتهدّما

مولاي يهنيك الختانُ لأنجل

شرُفُوا الملوك نباهة وتكرُّما

وهُمُ سليمان الرّضا وشقيقهُ

حمّودةٌ أعظم بكلّ منهما

وابنا أخيك الفذّ محمود ومن

يُدعى بإسماعيل أنت أبُوهُما

أوتادُ مملكة وأسدُ فوارس

شُهبٌ إذا ليلُ الشّدائد أظلما

وهُمُ إذا جرح الزّمانُ بنابه

كلٌّ لذاك الجرح أصبح مرهما

ختنٌ به عظم السّرُور فثق به

أن قد أتى لدوام مُلكك سُلّما

وبإثره يأتي البناءُ مُؤسّسا

لدوام ملككمُ دواما مُحكما

أمسى لالات الختان تنافسٌ

في الختن سال دمٌ وهُزّ به كم

شرفُت على الالات آلةُ ختنه

وتقولُ في عرض الفخار لمن سما

لا يسلمُ الشّرفُ الرّفيعُ من الأذى

حتّى تُراق على جوانبه الدّما

والختنُ نقصٌ يستتمُّ محاسنا

فاعجب لنقص كيف جاء مُتمَّما

يقوى الذبال بقطه والمسك قد

يذكو بما تلْفيه عنْه مختما

كالقطّ للأقْلام يسْرع جرْيها

أبدا وينمو الغصْن مهما قلما

لمْ يُدْر طيب اللبّ وهو بقشره

والدّرّ في أصدافه ما فخُما

وغدوْتَ تُتبعهُمْ بختن بني الورى

وأقمتَ فيهمْ بالمسرّة موسما

وكسوْتهُمْ حللا تروق محاسنا

وعلى جميعهم أفضْت الأنعما

وعممْت بالصدقات كُلّ فتى فلم

تستثن فيهمْ موسرا أو معْدما

وفككتّ أسرَ المذنبين بأسرهم

في ذا الختان فلست تترك مجرما

أسقطْت حقك عنهم وغدوت في

حق الورى لأدائه مستلزما

وأرَدْتَ منْ هذا الصنيع جميله

نيْل المثوبة لا رياء مُذمما

فاسعد به واهنأ هناء لمْ تزلْ

أبدا به فوق الملوك معظما

يا أيها الملك الأعزّ مكانُه

وإليه تقْتاد السعُود الضيغما

خُذْ مدْح روض في علاك مُدبَّج

من فيض كفك كالزهور منمنما

واجْن الفوَاكهَ منْه ما تخْتاره

واجعلْ إثابته الرضا فلربَّما

أنهى ملاذي بالعلى أنجالكم

أرجُو بهم في باب عزّك معلما

فاسعد حياتك بالبنين وكن بهم

في طيب عيش لاتزالُ مُنعَّما