بالجد أدركت ما أدركت لا اللعب

بالجدِّ أَدركتَ ما أَدركتَ لا اللّعب

كم راحةٍ جُنيَتْ من دوحةِ التّعبِ

يا شيركوهُ بن شاذي الملكُ دعوةَ مَنْ

نادى فعرَّفَ خيرَ ابنٍ بخيرِ أَبِ

جرى الملوكُ وما حازوا بركضهمُ

من المدى في العُلى ما حُزْتَ بالخَبَب

تَمَلَّ من مُلْكِ مصرٍ رتبةً قصرتْ

عنها الملوكُ فطالتْ سائرَ الرُّتَبِ

افخرْ فإنَّ ملوكَ الأرضِ قاطبةً

أَفلاكُها منكَ قد دارتْ على قُطَبِ

فتحتَ مصرَ وأَرجو أَن تصير بها

مُيَسَّراً فتحَ بيت القدس عن كَثَبِ

قد أَمكنتْ أَسدَ الدِّين الفريسةُ من

فتحِ البلادِ فبادرْ نحوَها وَثبِ

أنتَ الذي هو فردٌ من بسالته

والدِّينُ من عزمه في جحفلِ لجبِ

في حَلْق ذي الشِّرك من عدوى سُطاك شَجاً

والقلبُ في شَجنٍ والنّفسُ في شَجَبِ

زارتْ بني الأَصفر البيضُ التي لقيتْ

حُمْرَ المنايا بها مرفوعَةَ الحُجُبِ

وإنها نَقَدٌ من خلفها أَسَدٌ

أرى سلامتها من أَعجب العَجَبِ

لقد رَفَعْنا إلى الرَّحمن أيديَنا

في شكرِنا ما بهِ الإسلامُ منكَ حُبي

شكا إليكَ بنو الإسلام يُتْمهمُ

فقمتَ فيهم مقامَ الوالدِ الحدبِ

في كلِّ دارٍ من الإفرنجِ نادبةٌ

بما دهاهم فقد بانوا على نَدَبِ

من شر شاور أَنقذتَ العبادَ فكم

وكم قضيتَ لحزبِ اللّهِ من أَرَبِ

هو الذي أطمعَ الإفرنجَ في بلد ال

إسلام حتى سَعوا للقَصد والطّلَبِ

وإنَّ ذلكَ عندَ اللّه محتسبٌ

في الحشر من أَفضل الطاعات والقُرَبِ

أَذلَّه الملكُ المنصورُ منتصراً

لما دعا الشِّركُ هذا قد تعزَّز بي

وما غضبتَ لدين اللّه منتقماً

إلاّ لنيلِ رضا الرَّحمنِ بالغَضَبِ

وأنتَ من وقعتْ في الكُفر هيبتُه

وفي ذويهِ وقوعَ النّار في الحَطَبِ

وحينَ سرت إلى الكُفّار فانهزموا

نُصرتَ نصرَ رسولِ اللّهِ بالرُّعبِ

يا محيي الأُمة الهادي بدعوته

للرُّشْد كلَّ غوي منهمُ وغبي

لما سعيتَ لوجه اللّه مُرتقباً

ثوابَهُ نلتَ عفواً كلَّ مُرتقبِ

أَعدتَ نقمةَ مصر نعمةً فغدتْ

تقولُ كم نكتٍ للّه في النكبِ

أركبتَ رأْسَ سنان رأسَ ظالمها

عَدْلاً وكنتَ لوزْر غيرَ مُرتكبِ

رُدَّ الخلافةَ عباسية ودع الدَّ

عيَّ فيها يصادفْ شرَّ مُنْقَلَبِ

لا تقطعَنْ ذنبَ الأفعى وترسلها

فالحزمُ عندي قطعُ الرأس كالذَّنبِ