ما بعد يومك للمعنى المدنف

ما بعدَ يومكَ للمعنَّى المُدْنفِ

غيرُ العويلِ وحسرةِ المتأسّفِ

ما أَجرأَ الحدثانِ كيف سطا على ال

أَسدِ المخوفِ سطا ولم يتخوَّفِ

من ذا رأَى الأسَدَ الهصورَ فريسةً

أَم أَبصرَ الصبحَ المنيرَ وقد خَفي

من ثابتُ دون الكُماةِ سواه إنْ

زلّتْ بهم أَقدامُهم في الموقفِ

ما كان أَسنى البدءَ لو لم يستتر

ما كان أَبهى الشمسَ لو لم تكسفِ

ما كنتُ أَخشى أَن تُلم ملمةٌ

يوماًن وأَنتَ لكربها لم تكشفِ

أيامُ عمرِكَ لم تزلْ مقسومةً

للّهِ بينَ تعبُّدٍ وتعرُّفِ

مُتهجِّداً لعبادةٍ أَو تالياً

من آيةٍ أَو ناظراً في مصحفِ

فُجِعَ النَّدا والبأسُ منك بحاتمٍ

وبحيدرٍ والحلمُ منك بأَحنفِ

بالملكِ فُزتَ وحُزْنَهُ عن قُدرةٍ

ومضيتَ عنه بسيرةِ المتعفِّفِ

ووُصفتَ يا أَسداً لدين محمدٍ

مدحاً بما مَلكٌ بهِ لم يُوصَفِ

وقفوتَ آثارَ الشّريعةِ كلّها

وقد اهتدى من للشريعةِ يقتفي

أأنِفْتَ من دنياكَ حين عَرَفْتَها

فلويتَ وجهَ العارفِ المتنكفِ

يا ناصرَ الدِّين استعذْ بتصَبُّرٍ

مُدْنٍ إلى مرضاةِ ربٍ مزلفِ

وتَعَزّ نجمَ الدِّين عنه مُهنّأً

أَبدَ الزَّمانِ بمُلْكِ مصرَ ويوسفِ

لا تستطيعُ سوى الدَّعاءِ فكلُّنا

إلاّ بما في الوسعِ غيرُ مُكلّفِ