هل عائد زمن الوصال المنقضي

هل عائدٌ زمنُ الوِصالِ المنْقَضي

أَم عائدٌ لي في الصبابة ممرضي

لا أَشتكي إلاّ الغرام فإنّهُ

بلوى عليَّ من السّماءِ بها قُضي

لا لاح حالي في الهوى مشهورةٌ

حاولتَ تسليتي وأَنتَ مُحرِّضي

خَفِّضْ عليكَ فما الملامُ بناجعٍ

فيمن يقولُ لكلِّ لاحٍ خَفِّضِ

كان التعرُّضُ لي بنصحكَ نافعي

لو كانَ يمكنُ للسُّلوِّ تعرُّضي

عرَّضت وجدي للسلوِّ ومُتْعبٌ

كتمانُ سِرّ للوُشاةِ معرِّضِ

أَنفقتُ ذُخرَ الصّبرِ من كلفي فهل

من واهبٍ للصّبرِ أَو من مُقرِضِ

أَيبلُّ مضنىً قلبُهُ مُتَهدِّفٌ

لسهامِ رامٍ للّواحظِ مُنبضِ

شغفي بأَغيدَ مُقبلٍ بودادهِ

لمحبِّهِ ويصدُّ صدَّ المعرِضِ

شكوايَ من دَلٍّ يزيدُ مُحَبَّبٍ

وضنايَ من صدٍّ يدوم مُبغّضِ

يا حبّذا ماءُ العُذيبِ وحبذا

بنظافة الغُزرِ العِذابِ تمضمضي

لهفي على زمنِ الشّبابِ فإنّني

بسوى التأَسُّفِ عنه لم أَتعوضِ

نُقضتْ عهودُ الغانياتِ وإنّها

لولا انقضاءُ شبيبتي لم تنقضِ

كان الصِّبا أَضفى الثياب وإنّما

ذهبتْ نضارةُ عيشتي لمّا نُضي

يا حسنَ أَيام الصِّبا وكأَنّها

أَيامُ مولانا الإمامِ المستضي

ذو البهجةِ الزهراءِ يشرقُ نورُها

والطلعةِ الغرّاءِ والوجهِ الوَضي

قَسَمَ السَعادةَ والشقاوَةَ رَبُّنا

في الخلقِ بينَ مُحبِّهِ والمبغضِ

أَضفى ظلالَ العَدْل بعدَ تقلُّصٍ

وبَنَى أَساسَ العدلِ بعدَ تقوُّضِ

فضلَ الخلائفَ والخلائقَ بالتُّقى

والفضلِ والإفضالِ والخلقِ الرَّضي

فانْعَمْ أَميرَ المؤمنينَ بدولةٍ

ما تنتهي وسعادةٍ ما تنقضي