أروم الجود من زمن شحيح

أَروم الجود مِن زَمَنٍ شَحيحِ

وَصَعبُ الروم تَوقيف الجُموح

وَأَطمَح للمعالي وَاللَيالي

تَقصرُ باع همتيَ الطُموح

وَقَد قَصُرت خُطا الخطيِّ عَما

أؤمله فَكَيف خُطا المَديح

زَمان أَقصَرُ الأَيام فيهِ

كَأَطول ما حَكوا عَن عُمر نوح

يَشيب لَهوله الوَلدان ذُعراً

وَيحسد حَيُّه مَن في الضَريح

لَقَد شمل الأَذى وَالذُعر حَتّى

يَهز الطودَ مِنا كُلُّ ريح

فَما أَشكو لِمَن أَشكوه إلا

كَما يَشكو الصَحيح إِلى الجِريح

وَلا خَلقٌ يُقاسمني هُمومي

فَاشكوهن شَكوى مُستَريح

فَزر يا موت أَو يا نَفسُ فَيظي

وَإِلا تَعتَدي للموت روحي

إِذا ما العَيش قادَ إِلَيك ذُلاً

فَإِن العز في المَوت المُريح

إِلى كَم أَتتقي دُرر المَعاني

أُقلدها تَماثيلاً بِروحي

وَأَلقى كُل مَذموم المَساعي

مَريض العَقل بِالأَمل الصَحيح

وَلا جَزَعٌ وَإِن كلبت وَعضت

خُطوب الدَهر وَالزَمَن المجيح

فَقَد تَأتي البَوارحُ بِالأَماني

وَيكذب زجرُ طائرها السَنيح

وَما يَأتي القَضاء عَلى قِياس

فَيُيأسَ مِن صَلاحٍ أَو صلوحٍ