هاتها كوثرية عسجديه

هاتَها كَوثَريَةً عَسجديه

بنتَ كَرَمٍ رَحيقة عُطريه

كُلَما شَفها النحول تَقوّت

فَاعجبوا مِن ضَعيفَةٍ وَقَويه

رُب خَمارَةٍ سريت إِلَيها

وَالدُجى في ثِيابهِ الزُنجيه

وَجُيوش الصِبا تَحتث رِكابي

وَشَياطينه تَجدّد نِيَّه

تَمسَح النَوم عَن جُفون أَماقٍ

بِبنانٍ مُخضبٍ فضيه

قُلت هاتي الَّتي بِها يُستَمال ال

شادن الصَعبُ وَالنُفوس الأَبيه

فَأَتَتني بِها تَلألأ نوراً

في كُؤوس كَأَنَّها عَدنيه

كَم عَقارٍ بِذَلتُهُ بِعُقار

وَثِيابٍ صَبَغتُها خَمريه

وَدنانٍ ثنانيَ السُكر عَنها

مترع البَطن قارع السَبنيه

هاكَ رَوضاً مِن التَأدب غَضا

بِفُصول غَريبة مَعنويه

مِن شكورٍ أَهدى إِليكَ ثَناءً

حينَ لَم يَستَطع سِواهُ هَديه

فَلتقارض عَلَيهِ ماءً بِماءٍ

لا تَقُل غَدوَةً وَلا في العَشيه

إِن خَير البيوع ما كانَ نَقداً

لَيسَ ما كانَ آجِلاً بِنسيّه