يا مجهد النفس في نيل المنى طمعا

يا مجهد النَفس في نيل المُنى طَمَعاً

الجَدُّ يَجديك لَيسَ المال يا رَجُل

إِني تَلونت للدُنيا تَلونها

وَاختلتُ دَهري فَما أَجدتني الحيل

وَلَيسَ يَحظى بِسَعد المُشتَري أَبَداً

مَن لَيسَ مُنتَقِلاً عَن بُرجِهِ زحل

وَلا تُنال بِغَير الجَد مَأربةٌ

لا يَقطَع السَيف ما لا يَسبُُ الأَجَل

في قصَتي عَجَبٌ فَاِسمَع إِليّ فَما

أَتَت بِمثل حَديثي الأَعصر الأَول

رَأَيت قَوماً بِنَظم الشعر قَد وَصَلوا

إِلى المُنى وَأُنيلوا فَوقَ ما سأَلوا

فَقُلت مالي لَم أَسلك سَبيلهم

أَلَيسَ بي في القَوافي يُضرَب المَثَل

لَو أَن نَظم غَريب الشعر مَعرَكَةٌ

ما كانَ غَيريَ فيهِ الفارس البَطَل

كَم بِالقَصابة لا أَنفك في سَغبٍ

وَفي المَدائح عَنها لِلفَتى حِول

وَسوّلت لي نَفسي أَن أَقو بِها

وَطشتُ وَالطَيشُ مَقرونٌ بِهِ الزَلل

حَتّى إِذا حكتُ أَثواب المَديح إِذا

بِجودُ لابِسِها قَولٌ وَلا عَمَل

فَقُلتُ وَاليَأس مستولٍ عَلى أَملي

ما كُلُ ذي أَمَلٍ يَصفو لَهُ الأَمل

لَما بَدا لي أَن الشعر مسغبةٌ

وَحَظُّ ناظمه الحرمان وَالبُخل

عَدلت عَنهُ وَقُلت المَوت أَيسَر مَن

تَسآل قَومٍ إِذا ما اِستُمنِحوا بخلوا

حَسبي القَصابة لا أَبغي بِها بَدَلاً

مِن قر بِالشَيء عَيناً عزهُ البَدل

وَكانَ عَهدي بِها غَراءَ وَاصِلَةً

إِذا بِها فارك تَجفو وَلا تَصل

فَكُنت مثل المُباري زَوجه فركاً

وَشَر خيمِ الرِجال العُذر وَالمَلل

حَتّى إِذا اِستَبانَت عَنهُ وَاِتَصَلَت

بِغَيرِهِ وَبَدا مَن رَأيِهِ الخَطلَ

أَبدى إِلَيها ضُروباً مِن مَحبتها

وَفي جَوانِحِها مِن بُغضِهِ جُمل

فَظَل يُدمن قَرع السن مِن نَدَمٍ

أَيّان لا ندم يَجدي وَلا حيل

أَو كَالغُراب رَأى مِن جوه حَجلاً

فَقالَ قَد بزنى في مَشيهِ الحَجَل

ثُمَ اِنبَرى حَسَداً مِنهُ لِيَحكيها

في المَشي وَالطَبع شَيء لَيسَ يَنتَقل

لَما تَيَقن أَن الأَمر يُعوزه

وَأَن ذَلِكَ شَيء ما بِهِ قِبل

رَأى الرُجوع إِلى مَعهود مشيته

أَولى بِهِ فَإِذا في مَشيهِ خَبل

فَلا إِلى مَشيه المَعهود عادَ وَلا

نالَ المُراد وَبانَ العَجزُ وَالكَسَل

وَإِنَّني مثلُهُ وَافقته سَفهاً

في الرَأي لامَينَ في قَولي وَلا خَطل

لا بِالقَصابة أَستولي عَلى أَملي

وَلا بِشعري إِلى نَيل المُنى أَصل

مُذَبذب غَير حاظ في سَبيلَهُما

مثل النَعامة لا طَير وَلا جَمَل