أراك أراك كئيبا أراك

أَراكَ أراكَ كئيباً أَراك

تحنُّ لبرق أراك أراكا

وَتَبغي لدائك من غيره

دواءً وداؤك منهُ دَواكا

فَسقمك ذا لو سألتَ المسي

حَ منهُ شفاك لما أن شَفاكا

أصمّكَ للبينِ سرّ الفري

قِ فاِستكّ سمعك منهُ اِستِكاكا

وَبَيضاء تحسبُها فضّةٍ

قد اِنسكبت للنضارِ اِنسِكابا

إِذا ذقتُ مِن مسكها بالمذا

كِ كانَت منَ الطيب تحكي المذاكا

لَقَد نُصبت بالبها والجما

لِ مِنها لصيد القلوبِ شِباكا

أعذب اللمى وَالجنا هَل ترى

جنا النحل أعذبُ لي أَم جناكا

فَهَبني قبلَ الردى قبلةً

جُعلت فداكَ جُعلتُ فِداكا

فَماذا يضرّك إن لو رضي

ت لي مرّة أن أقبّلَ فاكا

بحبّك لا العيش عيشاً أرى

لديّ وليسَ الهلاكُ هلاكا

عرفتُ الرَدى قبل وقتِ الردى

وَلم أَختبر ذاكَ لولا هَواكا

أَربعَ الأحبّةِ بعد الفري

قِ ماذا جرى لك حتّى عفاكا

سقاك حيا المزنِ من مربعٍ

هتونٍ ملثّ العزالي سَقاكا

وَجادك بالقطرِ وقت الأصيل

رفاهاً وليلك حتّى ضحاكا

إِذا ما تضاحكَ مركومهُ

تلألاءة البرقِ حين تَباكا

كأنّ أكفّ عرارٍ به

عشيّة بالودقِ روّى رياكا

فَتىً فاقَ أملاكَ أهل الزما

نِ في حالتَيه نداً أو عراكا

يقودُ إِلى الوفدِ قبل السؤا

ل ِكوم النياقِ معاً والرماكا

لهُ درجاتٌ تباري الشكا

كَ حيثُ الشكاك يباري الشكاكا

أذروة يشجب حزتَ المدا

وَجاوزت حدَّ المعالي مداكا

وَأَضحى لِما نلت من سؤددٍ

جميع الورى لحوة مِن عصاكا

وَكم لكَ من همّة قد سَمَت

وَقد عقبت في العلوّ السماكا

لَقد فضل الإنس ربّ الأنا

مِ في الخلقِ إِذ أنتَ منهم براكا

وَدونكها مِن أخي فطنةٍ

تفطّن في حوكِها حين حاكا

إِذا ما نظرت بعين الحِجا

فَلَم ترَ منها القوافي رجاكا