قفوا حدثوا عن حاجر ومحجر

قِفوا حَدِّثوا عَن حاجرٍ وَمُحجّر

وَعَن عهدِ أيّامٍ تَقضَّت وأعصرِ

وَعَن جيرةٍ ساغَت لَنا بِجوارهم

كؤوسُ الهوى مِن كلِّ أَلعسَ أَحورِ

لَياليَ لَم تبخل أُميم بِوصلها

عَلينا وَلَم تَصرم حبالاً وتهجرِ

فَيا طالَ ما قد بتُّ مُستمعاً بها

وَمنهل صفو الفضل لم يتكدّرِ

أَرى عندَها ما أَشتهي بِلذاذهِ

فَما لذّة إِلّا وكان بمحضرِ

تَرى وقعاتِ اللثمِ إِن رُمت لَثمها

لَها أَثرٌ في خدّها المُتعصفرِ

إِذا ما لَثمت الخدّ والخدُّ أحمرٌ

تَضرّج في لونٍ منَ الحسنِ أصفرِ

برود الثنايا معصر ريقَ ثَغرِها

حَكى الخمرَ مَمزوج بنطفةِ معصرِ

شَكى الجسمُ منها مرطها فوقهُ كَما

شَكى خصرها من ردفها المتمرمرِ

بَدَت بصفاتِ الحسنِ بينَ موشّحٍ

دقيقٍ وساقٍ فاعمٍ ومسوّرِ

مَتى يَرها الرائي وقد كان صاحياً

منَ الخمرِ مِن خمرِ الصبابةِ يسكرِ

تَمرّست بِالأحداثِ مِن كونِ حُكمها

وَخاطَبتُها عَن علمِ غيبٍ مقدّرِ

وَمَن قارعَتني النائباتُ بِصَرفها

فَما فزعت إلّا صفات المشقّرِ

وَإِنّي إِذا ما الجارُ غيّر طبعهُ

فَطبعيَ لم يخبُت وَلَم يتغيّرِ

وَرثتُ زُهيراً في القريضِ وجرولاً

وَأَسندتُ عَن قيسٍ وعن بزرجمهرِ

وَأصبحتُ مَحسوداً عَلى ما حويتهُ

منَ الفضلِ والعلمِ الشريف المجمهرِ

غَريباً بأَخلاقي وحيداً بهمّتي

وَإِن كنتُ في أَرضي وقومي ومعشري

وَليس بما يُبدي الحسودُ محسّداً

بِأقمن منّي لا وليس بأجدرِ

عَلى أنّني في الناسِ أصبحتُ طائلاً

بِما قلتُ في مدحِ المليك مظفّرِ

أَخو الجودِ مفضالٌ كأنَّ نواله

عَلى الناسِ غيثٌ يستهلُّ ويمتري

أَجلّ منَ القعقاعِ في جلسائهِ

وَأعظمُ من كِسرى بن كسرى وقيصرِ

تأرّث تاجَ العزّ عن كلّ أكبرٍ

تأرّثه عن كلّ أكبر أكبرِ

يَدينُ لهُ في الفخرِ عمرٌو وتبّعٌ

وَدار بن دار والجلند بن كركرِ

وَلَو توزنُ الدُنيا جميعاً وأهلها

لَما وازنوا منهُ قُلامة بُنصرِ

أَلا فاِختبر عنهُ إذا كنتَ جاهلاً

بهِ تعطَ أنباءَ اليقين وتخبرِ

وَإِن أنتَ وسطَ الدستِ قابلتَ وجههُ

فَعظّمهُ تَعظيماً وهلّل وكبّرِ

وَطأطِئ لهُ بالرأسِ واِلثم بساطهُ

ونادِ لهُ بِالحمدِ جهراً وكرّرِ

وَهاك ابن نبهان المتوّج حليةً

وبرداً محاكاً من ثناءٍ ومفخرِ

هنيئاً لك الملكُ الّذي قد حويته

وملكته فاِحمد إِلهكَ واِشكرِ

وَلا زلتَ يا شمس العتيك وبدرها

منَ المجدِ ترقى في منارٍ ومنبرِ