لمن مربع بالسفح أقوت ملاعبه

لِمن مربع بالسفحِ أَقوت ملاعبه

وأصبحَ في مغناه ينعبُ ناعبُه

عَفى غير مشجوجِ القذالِ وأَورق

أَقامت كمثلِ الورق منه مناصبُه

وَأَضحت به بعدَ الخليط أوانساً

رباربه مُذ فارَقته ربارِبُه

فكم فيه قد جرّرتُ ذيلَ شَبيبتي

وكم رامقَتني بالودادِ كَواعِبُه

وَأغيد معسول المراشفِ لم يزل

يُعاتِبُني عند اللّقا وَأُعاتبُه

شرحتُ له حالي وما قد لقيتهُ

غَداةَ بهِ للبين جدّت ركائبُه

وَخاطبتهُ مستخبراً فَتكشّفت

سرائرهُ من حيث كنتُ أُخاطِبُه

حَبيبٌ إِذا حاولتُ تَقبيلَ صدغهِ

قَضت لسعها في القلبِ منه عقارِبُه

ثلاثٌ على غصن وَدعص بروده

وتطوى على ليلٍ وصبحٍ جلاببُه

أَغار عليه من قلائدهِ إذا

تحلّت بها لبّاته وترائبُه

فَيا حسنهُ لمّا مَشى متهزّعاً

وَقَد ماس في بردِ الصبا وهو ساحِبُه

يحاكي نهارُ الوصلِ غرّة وجههِ

وَيشبه ليل الهجر منه ذوائبُه

وَيثقله عند النهوضِ إذا نَوى

قياماً ركيم الردفِ حين يجاذبُه

أَلا أَيّها الظبيُ الّذي قد أَذاقَني

هَوى كأسهِ لا يسأم السقم شارِبُه

أَما قبلة لي منك أطفي ببردها

من الوجدِ جمراً مُحرقات لواهِبُه

أَرى الناس شتّى في الطباعِ وإنّما

طباعُ الفتى تنقادُ ممّن يصاحبُه

فَلا تغترر بِالناس واِختر أبرّهم

فَليس يساوي صادق البرّ كاذبُه

وَكم ألّ قفر ظنّ ماء جَرى وكم

تَراءت لمقباسِ الظلامِ حباحبُه

وَقَد يعرفُ الأيّامَ مَن كان دائماً

تُسالمه أيّامهُ وتحارِبُه

وَتفرضُ عذب العيشِ كرهاً مورّعاً

للذّاته من ودَّعته شبائِبُه

يُناهبني صرف الزمان فإنّما

ظفرتُ به من عيشتي وأناهبُه

فَليت حياها ساعَفتني وساعَدت

بِما أنا من صعب المطالب طالبُه

أراني أُمنّي النفسَ منّي تعلّلاً

بِعيش مَضى عنّي وفاتَت أطايبُه

وَآملُ فضلاً ليس يدرك كونه

وَهل ردّ شخب الضرعِ في الضرع حالبُه

وَمبتسم أَحوى يزيد تبسّماً

بهِ كلّ أحوى يسكبُ الدمعَ ساكبُه

تبسّم مفترّاً وحمحمَ باكياً

وَجُنح الدجى مسترخيات غياهِبُه

يسحّ ويهمي مستهلّاً كأنّما

أَكفّ فلاح قَد حَوتها سحائِبُه

جوادٌ إِذا ما المزنُ أَمسكَ قطره

عنِ الناسِ أَغنت ممحليه غياهِبُه

أَقام حدودَ العدلِ في الملكِ آنس

أباعدهُ في عدلهِ وأقاربُه

وَفرّق ما يحوى منَ المال واهباً

وَما مسّت الدينار يوماً رَواحِبُه

حلائله عزّ المحامدِ وَالثنا

مَتى ما يُحالل والمعاني حبائِبُه

صروفُ الليالي تَقتضي ما يريده

كأنّ الليالي كتبهُ وَكتائبُه

وَما في سماهُ اِستسرق السمع ماردٌ

مِن الخلقِ إلّا اِستوعرته كواكبُه

وَلَو أَنّه أَلقى وأَرسل بطشهُ

على الدهرِ ما في الناس نابت نوائبُه

سَحابٌ على العافي يصبّ هباته

وَتَنصبُّ منه لِلبغاةِ مصائبُه

وَكادَت على الأعداءِ مِن غيرِ ضاربٍ

تَصول عوالي سمره وقواضبُه

أساحب ذيلَ المَكرُمات ومَن عَلت

مَراتب أربابِ المَعاني مَراتِبُه

سَعيتَ لِكسبِ المجدِ سعياً موفّقاً

أَوائلهُ مَحمودةٌ وَعَواقِبُه

وَجردتَ لِلأعداءِ سَيفاً مهنّداً

مِنَ العزمِ عضباً ماضيات مضارِبُه

وَلا فخرَ إلّا أَنت لابسُ بردهِ

وَلا حمدَ إلّا أَنت في الناسِ كاسبُه