نبا عضب السلو نبا

نَبا عضبُ السلوّ نبا

غديّة مَن وددت نبا

غديّة ودّعت سعدى

وَداعاً يورثُ الوصبا

وداعاً منه يوماً صا

ر منّا الكلّ مُكتَئِبا

إِذا اِنبَجَست مَدامعُنا اِح

تشت أَحشاؤُنا لَهبا

كأنّ دموعها درٌّ

عَلَت أسماطه ذهَبا

فَتاةٌ ما بَدَت إلّا

وأشدت حُسنَها وَشَبا

إِذا اِبتَسَمت أَرَتك مِن ال

جُمانِ بِثَغرِها حَبَبا

هيَ البدرُ الّذي ما في

سِوى إِسحاقهِ غربا

وَلا زالت تَذوبُ لها

حُشاشةُ مُهجَتي طَربا

لَقَد أَكلَ الهَوى لَحمي

وَمِن جاري دَمي شَرِبا

قِفا يا صاحبيّ برس

مِ أَطلالٍ عَفَت حُقبا

قِفا كَيما نُؤدّي من

سُؤالِ الربعِ ما وَجَبا

مَنازل مِن فريقٍ بال

فراقِ غُرابها نَعبا

فَكم غازَلت مِن غِزلا

نِهنّ الخرّدِ العُرُبا

ظباءٌ للقلوبِ تكو

وَنت أَلحاظُهنّ ظبا

وَلا قدما تَلومُ وَقَد

شَددت الكورَ وَالقببا

تَقولُ وَقَد جَرى في الخد

دِ مِنها الدمعُ واِنسَكَبا

إِلى كَم أَنت تنفق مِن

كَ باقي العمرِ مُغتَرِبا

فقلتُ لَها دَعيني أل

تَمِس حظّاً وَمُكتسبا

دَعيني الآن أَلتَمِسُ ال

غِنى وَالعلمَ وَالأَدبا

وَأقصدُ بِالمديحِ فتى

مِنَ الأملاكِ مُنتجبا

فَقالت مَن فَقلتُ لها

فَتىً أَعلى الوَرى رُتبا

فَتىً سلكَ الطريقَ طري

قَ أهلِ الفضلِ واِرتَكَبا

أَبا العربِ الّذي في المل

كِ سادَ العجمَ وَالعَرَبا

أعزّ الناس نَفساً بل

أَجلّ مُلوكِهِم حَسَبا

وَأفصحُ مَن قَرَى منهم

وَمَن أَملى وَمَن كَتَبا

هُمامٌ جدّه نصر اِب

نُ زهران الّذي اِنتَسبا

بِغيرِ الفخرِ جُرد الخي

لِ وَالأسيافِ وَاليلبا

إِذا لَقي العدى في الحر

بِ صيّر رأسَهم ذَنبا

خضمّ نَدىً إِذا وَهَبا

وَليثُ وَغىً إِذا وَثَبا

وَطودُ حِمىً إِذا جلسا

وَسهمُ ردى إِذا غَضبا

وَأَفخَر مَن رَقى العليا

وَمَن أَعطى وَمَن وَهبا

فَما منكَ المقالُ لشا

عرٍ قَد حصّ وَاِنتخبا

وَجاءَ بِما يَصيرُ بهِ

نَفيسُ الدرّ مُختلبا