ألم يأته أن المشيب نذير

أَلَم يَأتِهِ أَنَّ المَشيبَ نَذيرُ

بَلى وَشَبيهٌ لِلرَدى وَنَظيرُ

وَأَنَّ بَني الدُنيا مَعَ الشَيبِ وَالصِبا

لَهُم وَعَلَيهِم غَيبَةٌ وَحُضورُ

وَأَنَّ خُيولَ العَيشِ دُهمٌ وَإِن تُنِر

فَنُذرٌ وَأَمّا شُهبُهُ فَبَشيرُ

وَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ تَسري غَوائِراً

وَلَكِن نُجومُ الشَيبِ لَيسَ تَغورُ

وَأَنَّ مُعاراً مِن شَبابٍ رَدَدتُهُ

وَلا عَجَبٌ أَن يَستَرِدَّ مُعيرُ

تَوارَت بِهِ شَمسُ الهَوى بِحِجابِها

وَضاقَ نَهارُ الشَيبِ فَهوَ قَصيرُ

وَإِنّا خَلَعنا الكِبرِياءَ مَعَ الصِبا

وَحَسبُكَ ذُلّا أَن يُقالَ كَبيرُ