تدب دبيب النار والهم فحمها

تَدِبُّ دَبيبَ النارِ وَالهَمُّ فَحمُها

أَلَم تَرَها يَومَ الحِمامِ تُرَمَّدُ

وَكُنتُ عَهِدتُ النارَ تَعلو وَهَذِهِ

تُحَيّي وُجوهَ الشارِبينَ وَتَسجُدُ

إِذا رَكَعَ الإِبريقُ أَذرى دُموعَهُ

وَهَل يُنكِرُ الظَلماءَ مَن يَتَهَجَّدُ

إِذا الطَيرُ وَالعيدانُ فيها تَجاوَبَت

عَجِبتُ مِنَ الجُدرانِ لِمَ لا تُغَرِّدُ

أَبَت كاسِيا أَن تَلبَسَ اللَيلَ أَسوَداً

وَلا الهَمَّ إِنَّ الهَمَّ كَاللَيلِ أَسوَدُ

وَباشَرَ أَسرارَ النُفوسِ كَبيرُها

عَلى حالَتَيهِ إِذا تَذوبُ وَتَجمُدُ