تلك الرياض إذا تهجر حادث

تِلكَ الرِياضُ إِذا تَهَجَّرَ حادِثٌ

لَم تَلقَ إِلّا ظِلَّها وَجَناها

لَمَعَ النُضارُ بِها فَقُلنا شَمسُها

وَجَرى اللُجَينُ فَخِلتُهُ أَمواها

نَظَروا الخُيولَ فَأَثبَتَت نَظَراتُهُم

غُرَراً عَلَيها قَد وُسِمنَ جِباها

وَلَرُبَّ هاتِفَةٍ دَعَتهُم لِلوَغى

جَعَلوا صَليلَ المُرهَفاتِ صَداها

هِيَ كَالمَوارِدِ في العُيونِ وَطالَما

نَقَعوا بِهاماتِ الكُماةِ صَداها

أَنِفَت يَداهُ لَها فَلَم تَعطَل لَدى

تَجريدِها فَمِنَ الدِماءِ حَلاها

هِيَ في بِحارِ يَدَيهِ أَمواجٌ تُرى

وَنُفوسُ مَن قَتَلَتهُ مِن غَرقاها

لا بَل زِنادُ جَهَنَّمٍ في كَفِّهِ

مِنها فَكُلُّ مُكَذِّبٍ يَصلاها

لَو أَنَّ أَرضاً مَرَّةً فَدَتِ السَما

كانَت عِداها في الخُطوبِ فِداها

وَمَنِ المُحَدِّثُ نَفسَهُ بِلَحاقِها

فَدَعِ الحَديثَ عَنِ الَّذي ساواها