صحا الدهر لكن بعد ما طال سكره

صَحا الدَهرُ لَكِن بَعدَ ما طالَ سُكرُهُ

وَما كانَ إِلّا مِنَ دَمِ البَغيِ خَمرُهُ

أَقَمتَ عَلَيهِ الحَدَّ بِالحَدِّ ضارِباً

بِسَيفٍ إِذا ما اِهتَزَّ قَد بانَ سُكرُهُ

عُلاكُم عُلىً أَسكَرتَهُ بِمُدامِها

فَلَم يَجنِ إِلّا قامَ بِالسُكرِ عُذرُهُ

فَمَن كانَ ذا هَمٍّ فَقَد زالَ هَمُّهُ

وَمَن كانَ ذا نَذرٍ فَقَد حَلَّ نَذرُهُ

فَيا مَلِكاً لا يَملِكُ الخَطبُ صَبرَهُ

كَما أَنَّهُ لا يُجهَلُ الدَهرَ شُكرُهُ

يَجوزُ عَلى الهاماتِ عادِلُ سَيفِهِ

وَيَجري عَلى أَهلِ الأَوامِرِ أَمرُهُ

لَقَد قُمتَ في نَصرِ النَبِيِّ وَآلِهِ

مَقاماً عَلى الرَحمَنِ قَد حَقَّ أَجرُهُ

سَرى مَلِكُ الإِفرَنجِ يَنصُرُ جَمعَهُم

فَما ضَرَّهُم في نُصرَةِ الحَقِّ كُفرُهُ

وَما هِيَ إِلّا آيَةٌ نَبَوِيَّةٌ

أَقامَت لَهُم بِالنَفعِ مَنْ خيفَ ضُرُّهُ

وَعادَتُهُم من قَبلُ آيَةُ جَدِّهِم

فَينصُرُهُم مَن لا يُؤَمَّلُ نَصرُهُ