علمت من الحسن ما يجهل

عَلِمتُ مِنَ الحُسنِ ما يَجهَلُ

فَلا كانَ مِن جاهِلٍ يَعذِلُ

وَقَد سَلَبَ اللَهُ عَنهُ القَبولَ

وَيَعلَمُ أَنّي لا أَقبَلُ

وَلَو كانَ لي عَزمَةٌ في السُلُوِّ

لَما كُنتُ مِن أَجلِهِ أَفعَلُ

أَجِئتَ عَلى القَلبِ مُستَأذِناً

فَقَد حَلَفَ القَلبُ لا تَدخُلُ

ثَقيلٌ عَلى القَلبِ مِنكَ السُكوتُ

وَأَنتَ إِذا قُلتَ لي أَثقَلُ

فَقُل لي وَما لَكَ مَعنىً يَصِحُّ

عَلى أَيِّ شَيءٍ تُرى تُحمَلُ

كَفاكَ الهَوى أَجَلي أَن تَراهُ

فَحَسبُكَ أَنّيَ مُستَعجِلُ

وَما الحُبُّ إِلّا الحُسامُ الصَديء

إِذا العَذلُ مَرَّ بِهِ يُصقَلُ

مِنَ الحَيِّ أَوجُهُهُم في الدُجى

تُنيرُ فَما لَيلُهُم أَليَلُ

تُرى نارُهُم لِحَريقِ القُلوبِ

فَقَد أَوقَدوها وَلَم يَصطَلوا

وَبَينَ بُيوتِهِمُ أَنصُلٌ

خِضابُ الظَلامِ بِها يَنصُلُ

أَتِلكَ الَّتي قَتَلتَ بِالعُيونِ

هُنالِكَ أُصرَعُ أَو أُقتَلُ