قالوا الأحبة ما صدوا ولا وصلوا

قالوا الأَحِبَّةُ ما صَدّوا وَلا وَصَلوا

إِذاً فَقُل لِيَ ما أَحيَوا وَما قَتَلوا

وَالقَتلُ لي راحَةٌ لَكِنَّهُم أَبَداً

لا يَسمَحونَ بِشَيءٍ فيهِ لي أَمَلُ

مِثلُ العَواذِلِ لَمّا ضَلَّ سَعيُهُمُ

لا أَمسَكوا عَذلَهُم عَنّي وَلا عَذَلوا

ما لي بِهِم وَبِهِجرانِ الحَبيبِ وَإِس

رافِ الرَقيبِ وَتَشنيعِ العِدا قِبَلُ

وَلَيسَ في خاطِري أَيضاً وَلا زَمَني

وَلا لِمَعشارِ ما أَلقاهُ مُحتَمَلُ

إِن زَلَّ عَزمِيَ فَهوَ البَحرُ زَلزَلَةً

وَقَد يَخِفُّ إِذا ما زُلزِلُ الجَبَلُ

أَخرَجتُموني مِنَ الدُنيا وَما خَرَجَت

نَفسي وَفارَقَها مَن لا لَهُ أَمَلُ

فَالنَفسُ مِن هَمِّها في جِسمِها اِعتُقِلَت

بَل صاحِبُ النَفسِ تَحتَ الهَمِّ مُعتَقَلُ

الذنبُ لِلحُسنِ لا لِلحُبِّ إِن عَدَلوا

في الحُكمِ لَكِنَّهُم في الحُكمِ ما عَدَلوا

مَنِ الَّذي مِنهُما مِن قَبلِ صاحِبِهِ

أَم لَم يَكُن بَينَ وَجدانَيهِما مَهَلُ

مالي سَبيلٌ إِلى الدُنيا وَكَيفَ بِها

يا لَيتَني مِثلُ مَن ضاقَت بِهِ السُبُلُ