كفى حزنا يا طاعنين مقامي

كَفى حَزَناً يا طاعِنينَ مُقامي

وَجِسمي مَعي لَكِن هَوايَ أَمامي

مُقَسَّمُ لَحظٍ أَو مُعَذَّبُ مسمَعٍ

بِرَوحِ نَسيمٍ أَو بِنوحِ حَمامِ

أُقابِلُ تِلكَ المَكرُماتِ بِمِثلِها

فَأَبكي غَماماً لِلنَدى بِغَمامِ

كَأَنّي غَريمٌ لِلسَماحِ وَلِلظِبا

بِماءِ دُموعٍ أَو بِنارِ غَرامِ

تَذَكَّرتُ عَيشاً مِنكَ غَضّاً كَأَنَّما

أُعيرَ اِخضِراراً مِن عِذارِ غُلامِ

وَما لي عَلى الأَيّامِ بَعدَكَ مَعتَبٌ

إِذا ما تَمَشّى الماءَ نَحوَ أَوامي

تَلَقَّ ضِياءَ الصُبحِ فَهوَ مَدائِحي

وَشُمَّ نَسيمَ الرَوضِ فَهوَ سَلامي

فَإِن زادَ ماءُ النيلِ فَهوَ مَدامِعي

وَإِن هاجَ وَقدُ القَيظِ فَهوَ ضِرامي