كم يهتك الدمع سرا كنت أستره

كَم يَهتِكُ الدَمعُ سِرّاً كُنتُ أَستُرُهُ

وَيُمحِلُ الجَفنُ خَدّاً باتَ يُمطِرُهُ

يا مَن تَبَسَّمَ عَن دُرٍّ يُنَظِّمُه

ثَغراً عَلى أَنَّهُ بِاللَفظِ يَنثُرُهُ

عُنقودُ صُدغِكَ رَجعُ اللَحظِ يَعصِرُهُ

خَمراً بِريقِكَ شَمسُ الخَدِّ تَهصِرُهُ

ما كانَ أَقرَب قَلبَ الصَبِّ مِن كَلَفٍ

لَو لَم يَكُن طَرفُكَ السَحّارُ يَسحَرُهُ

إِذا تَقاضى ومن يَهوى إِلى حَكَمٍ

فالدَمعُ شاهِدُهُ وَالخَدُّ مَحضَرُه

أَلقى عَلى النَهَرِ الجاري لَهُ شَبَكاً

يُصطادُ فيهِ مِنَ النُوّارِ جَوهَرُهُ